يسمع، وإنما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثله، لم يكن من قبل ذلك كائنا، ولو كان قديما لكان إلها ثانيا (1).
فكل ما في صحيفة الوجود من الموجودات الإمكانية، كلماته وتخبر عما في خالقها من كمال وجمال، وعلم وقدرة.
الثاني: إنه سبحانه يخلق الحروف المنظومة والأصوات المقطعة، يسمعها نبيه ورسوله أو يرسل رسولا فيبلغه آياته، أو يلقي في روع النبي، وإلى هذه الأقسام الثلاثة يشير سبحانه، بقوله: * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم) * (2).
وقد بين تعالى أن تكلمه مع الأنبياء لا يعدو عن الأقسام التالية:
1 - * (إلا وحيا) *.
2 - * (أو من وراء حجاب) *.
3 - * (أو يرسل رسولا) *.
فقد أشار بقوله: * (إلا وحيا) * إلى الكلام الملقى في روع الأنبياء بسرعة وخفاء.
كما أشار بقوله: * (أو من وراء حجاب) * إلى الكلام المسموع لموسى عليه السلام في البقعة المباركة. قال تعالى: * (فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين) * (3).