فقال عليه السلام: هاتها.
فقلت: إني أقول إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شئ، خارج عن الحدين: حد الإبطال، وحد التشبيه، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور، وخالق الأعراض والجواهر، ورب كل شئ ومالكه وجاعله ومحدثه (1).
هذه عقيدة الشيعة في توحيده وتنزيهه، والقارئ إذا رجع إلى الكتب الكلامية والعقائدية التي ألفت بيد علماء الشيعة منذ أوائل القرن الثالث إلى العصر الحاضر يرى اتفاقهم على ما ذكرنا، وقد اخترنا لك نصين:
أحدهما: للرضا عليه السلام الإمام الثامن للشيعة الإمامية (148 - 203 ه).
وثانيهما: للإمام الهادي الإمام العاشر (232 - 254 ه) فقد أمضى ما ذكره عبد العظيم الحسني عليه.
اخترنا هذين النصين ليعلم أن الشيعة أهل التنزيه منذ عهد مبكر، ومع ذلك كله فقد قسم علماء الشيعة التوحيد إلى مراتب ودرجات نذكرها على وجه الإيجاز.
1 - التوحيد الذاتي: واحد لا نظير له.
2 - التوحيد الذاتي أيضا: بسيط ليس بمركب.
3 - التوحيد الأفعالي: إنه لا خالق في الكون إلا هو.
4 - التوحيد التدبيري: إنه لا مدبر للكون إلا هو.
5 - التوحيد العبادي: لا معبود سواه.