غير أن يكونوا رأوه بما أراهم من قدرته، وخوفهم من سطوته.
وعلى آله الذين هم موضع سره ولجأ أمره، وعيبة علمه، وموئل حكمه، وكهوف كتبه، وجبال دينه، بهم أقام انحناء ظهره، وأذهب ارتعاد فرائصه.
وعلى صحبه المنتجبين الذين قرؤا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، وأحيوا السنة، وأماتوا البدعة، صلاة دائمة ما دامت السماء ذات أبراج، والأرض ذات فجاج (1).
أما بعد:
فقد التحق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالرفيق الأعلى وقد ترك بين الأمة وديعتين عظيمتين، وأمانتين كبيرتين عرفهما بقوله: " إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (2).
وعلى ضوء هذا البيان من نبي العظمة، فالكتاب والعترة مقياس الحق ونبراس المعرفة، لا يضل من تمسك بهما أبدا، ففيهما أعلام الهداية، ودلائل الحقيقة، وأنوار للنهي والعقول.