البرهان الثالث برهان حدوث المادة إن الأصول العلمية أثبتت نفاذ الطاقات الموجودة في الكون باستمرار، وتوجهها إلى درجة تنطفئ معها شعلة الحياة وتنتهي بسببه فعالياتها ونشاطاتها (1). وهذا (نفاد الطاقات وانتهاؤها) يدل على أن وصف الوجود والتحقق للمادة ليس أمرا ذاتيا لها، إذ لو كان الوجود والتحقق أمرا ذاتيا لها، لزم أن لا يفارقها أزلا وأبدا، فنفادها وزوال هذا الوصف عنها خير دليل على أن الوجود أمر عرضي للمادة، غير نابع من صميم ذاتها. ويلزم من ذلك أن
(٧٣)