الصفات الثبوتية الفعلية قد عرفت عند تقسيم صفاته سبحانه أنها على نوعين: صفات الذات، وصفات الفعل، وقلنا بأن الفرق بين النوعين هو أن الصفات التي يكفي في توصيفه سبحانه بها فرض ذاته فهي صفات الذات، كالقدرة والحياة والعلم.
وأما الصفات التي يتوقف توصيفه سبحانه بها على صدور فعل منه وفرض شئ غير الذات فهي صفات الفعل المنتزعة من فعله سبحانه. وإلى هذا الفرق يرجع ما اشتهر في الكتب الكلامية من أن كل وصف لا يقبل النفي والإثبات ويكون أحادي التعلق فهو صفة الذات، وما لا يكون كذلك ويقع في إطار النفي تارة والإثبات أخرى فهو صفة الفعل. فلا يقال إنه سبحانه يعلم ولا يعلم، ولكن يقال إنه سبحانه يغفر ولا يغفر. والهدف في هذا المقام هو البحث عن بعض صفات فعله سبحانه كالتكلم والصدق، فهو سبحانه متكلم وصادق. فإن له سبحانه حسب أسمائه وصفاته مجالي في عالم الايجاد، ومظاهر في عالم الخلق، فهو محيي ومميت، ورازق ومنعم، ورحيم وغفور إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته التي ستوافيك في آخر الفصل بإذنه تعالى.