وقدر طاقته، قال سبحانه: * (ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها) * (1). وقال تعالى: * (وما ربك بظلام للعبيد) * (2).
وقال عز من قائل: * (ولا يظلم ربك أحدا) * (3). والظلم هو الإضرار بغير المستحق، وأي إضرار أعظم من هذا، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
هذا ملخص القول في هذا الأصل، وقد بسط فيه الكلام الأصوليون وغيرهم في كتبهم الخاصة بفنهم.
ومع هذه البراهين المشرقة نرى أن الأشاعرة سلكوا غير هذا المسلك وجوزوا التكليف بما لا يطاق. وبذلك أظهروا العقيدة الإسلامية، عقيدة مخالفة للوجدان والعقل السليم والفطرة. ومن المأسوف عليه أن المستشرقين أخذوا عقائد الإسلام عن المتكلمين الأشعريين، فإذا بهم يصفونها بكونها على خلاف العقل والفطرة لأنهم يجوزون التكليف بما لا يطاق.
والمهم هو تحليل ما استدلوا به من الآيات (1).
أدلة الأشاعرة على التكليف بما لا يطاق إن الأشاعرة - بدلا من الرجوع إلى العقل في هذا المجال - استدلوا بآيات تخيلوا دلالتها على ما يرتأونه مع أنها بمنأى عما يتبنونه في المقام.
وإليك تلك الآيات مع بيان استدلالهم وتحليله.