الصفات السلبية جرت عادة الإلهيين على تقسيم صفات الله تعالى الذاتية إلى قسمين صفات ثبوتية وصفات سلبية، وإن شئت قلت: صفات الجمال والإكرام، وصفات الجلال والتنزيه.
وتهدف الأولى منها إلى توصيفه تعالى بما يعد كمالا للموصوف، وجمالا له، كالعلم والقدرة والحياة والاختيار.
وتهدف الثانية إلى تنزيهه سبحانه عن النقص والعيب. وقد تقدم منا في أوائل البحث عن الصفات، أن مجموع صفاته الثبوتية ترجع إلى وصف واحد وهو كونه متصفا بكل كمال يعد كمالا للموجود، بما هو موجود. وأن ما يذكر في مقام العد من العلم والقدرة الخ.. فهو من باب بيان المثال، ولا تنحصر بما عدوه. كما أن مجموع الصفات السلبية التي ستتلى عليك إنشاء الله ترجع إلى أمر واحد وهو تنزيهه عن كل نقص وعيب. وما يذكر من تلك الصفات من نفي الشريك والتركيب الخ.. فهو من باب المثال وإعطاء النموذج من تلك السلوب. وكأن الموحد لا يخرج عن إطار التوحيد حتى في مقام بيان صفاته، فيصفه بوصف واحد جامع لكل الكمالات، كما يسلب