التوحيد في الشفاعة والمغفرة و..
(10) قد تعرفت على أهم أصناف التوحيد وأقسامه وأن الموحد الحقيقي من يوحد الله تعالى في جميع المجالات سواء فيما كان راجعا إلى ذاته وصفاته أو إلى أفعاله أو إلى تخصيص العبادة به. هذا هو التقسيم الدارج بين المتكلمين لا سيما العدلية منهم، فتراهم يقسمون التوحيد إلى المراتب المذكورة ويقولون: " ينقسم التوحيد إلى: التوحيد الذاتي والتوحيد الصفاتي والتوحيد الأفعالي والتوحيد العبادي ". ونحن حرصا على تفسير مراتب التوحيد فصلناه على النحو الذي تعرفت عليه. والذي يجب التنبيه عليه أن التوحيد في الخالقية، والربوبية، والحاكمية، والتشريع من فروع التوحيد الأفعالي فهذا اللفظ يعم تلك الأقسام كلها التي ذكرناها، كما يعم ما لم نذكر من أفعاله سبحانه، كالمغفرة ة وحق الشفاعة وغيرهما. فمعنى التوحيد الأفعالي هو: تخصيص فعله سبحانه بذاته وأنه لا يقوم به إلا هو وعلى ذلك فلو كنا في مقام التفصيل لوجب علينا أن نقول: إن الموحد من يشهد بأن كل فعل يعد من خصائصه سبحانه لا يسند إلا إليه، سواء أكان من قبيل الخلق والرزق والإحياء والأمانة والمغفرة وحق الشفاعة أو غيرها.
وإنما ذكرنا الشفاعة والمغفرة وخصصناهما بالذكر لوقوع الشرك فيهما بين المشركين في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله)، كما أن جماعات