مناهج الجبر (2) الجبر الفلسفي قد عرفت حقيقة الجبر الأشعري وأنه كان يرد الاختيار بعوامل غيبية وسماوية من القضاء والقدر وسبق العلم الأزلي والمشيئة الإلهية وعرفت بعض التشكيكات التي ذكروها في المقام.
وأما الجبر الفلسفي فهو يعتمد على قواعد فلسفية مسلمة عند الإلهي والمادي ونذكر فيما يلي المهم من أدلته:
الدليل الأول: وجود الشئ مقارن لوجوبه قد ثبت في الفن الأعلى من الفلسفة أن " الشئ ما لم يجب لم يوجد "، وهذه قاعدة مسلمة عند الكل، وحاصل برهانها أن الشئ الممكن في حد ذاته لا يقتضي الوجود ولا العدم، فنسبة الوجود والعدم إليه متساوية، ولا يتسم بهما إلا بلحاظ أمر خارج عن ذاته، غير أن اتصافه بالوجود يتوقف على انضمام عامل إلى ماهية الممكن حتى يضفي عليها الوجود في حين أنه يكفي في اتصافه بالعدم لحاظ عدم العامل وعدم العلة.
وعلى هذا فلو وجد عامل خارجي يقتضي وجوده اقتضاء إيجابيا، يتحقق. وإلا يكون تطرق العدم إليه جائزا وممكنا، ومعه لا يمكن أن يتحقق ويتلبس بالوجود.