الإلهيات - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٦١١
مناهج الجبر (1) الجبر الأشعري قد عرفت الطوائف القائلة بالجبر في العصور الإسلامية الأولى، ولكنها انقرضت ولم يبق منها إلا الفكرة السائدة بين جماعة من أهل السنة وهي نظرية الإمام الأشعري، وهي عند الشهرستاني جبرية غير خالصة ولكنها عندنا لا تفترق عن الجبرية الخالصة.
إن الأشاعرة وإن كانوا ينزهون أنفسهم عن كونهم مجبرة، لكن الأصول التي اعتقدوها واتخذوها أداة للبحث، لا تنتج إلا القول بالجبر، وإليك فيما يلي أصولهم وما يستندون إليه في تفسير أفعال العباد.
الأصل الأول:
أفعال العباد مخلوقة لله سبحانه (1) قد عرفت أن من فروع التوحيد القول بأنه لا خالق إلا الله سبحانه من غير فرق بين الذوات وأفعال العباد، والآيات الواردة في القرآن الريم

(١) عنون أوائل الأشاعرة هذه المسألة باسم خلق الأعمال. ولكن المتأخرين منهم بحثوا عنها تحت عنوان أن الله قادر على كل المقدرات، أو أن أفعال العباد الاختيارية واقعه بقدرة الله سبحانه وتعالى وحدها، لاحظ (شرح المواقف)، ج 8، ص 145.
(٦١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 605 606 607 608 609 611 612 613 614 615 616 ... » »»
الفهرست