كنت إنما اشتريتني لله فذرني (1).
وهذا يشير إلى أنه لم يكن قد أعتقه حتى وفاته " صلى الله عليه وآله وسلم "!!.
وبالنسبة لشراء العباس له؟ فإن العباس إن كان قد اشتراه لنفسه، فلماذا لم يعتقه هو نفسه؟ وإن كان إنما اشتراه لأبي بكر فلا ندري: متى كان العباس وكيلا لأبي بكر؟ ومتى كان العباس يهتم بأمور كهذه، وهو الذي لم يسلم إلا عام الفتح، أو في بدر، كما يقولون؟.
وحاول بعضهم أن يدعي: أن العباس فاوض أمية بن خلف، ثم جاء أبو بكر فاشتراه (2)! وهذا أعجب!! وما عشت أراك الدهر عجبا!!.
وأيضا، فإن حالة أبي بكر الاقتصادية لم تكن تسمح له بان يدفع تلك المئات من الدنانير، فضلا عن أن يكون أحد مواليه يملك عشرة آلاف دينار، وجوار، ومواش، وغير ذلك، لو فرض أن العرب كانوا يملكون عبيدهم الأموال.
حيث إن أبا بكر لم يكن تاجرا، وإنما كان معلما، فمن أين تأتيه تلك الآلاف أو حتى المئات من الدراهم والدنانير لشراء سبعة أو تسعة وإعتاقهم؟! ولسوف يأتي إن شاء الله البحث عن ثروة أبي بكر حين الكلام حول قضية الغار. بل لقد شك البعض في أن يكون كثير ممن ذكروا في مواليه شخصية حقيقية أو خيالية، ولا سيما مثل " زنيرة "، التي قال السهيلي عنها: " ولا تعرف زنيرة في النساء (3) ".