إلى أن قال: وإن كنتم ترون انكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الان تدعوه الخ. ".
إلا أن يكونوا قد طلبوا منه " صلى الله عليه وآله وسلم " أن يخرج إليهم، فظهر منه " صلى الله عليه وآله وسلم " الميل إلى إجابة طلبهم، وإن كان قد جاء ذلك بصيغة: لم أؤمر بذلك، أي بالهجرة، ولكنه احتمال بعيد ولا شاهد له.
رابعا: إن ما ينسب إلى العباس لا يصدر إلا عن مسلم مؤمن تام الايمان. ولم يكن العباس قد أسلم بعد بل بقي على شركه إلى وقعة بدر. وخرج لحرب النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فيها مكرها، وأسلم ثمة، كما سيأتي. بل سوف يأتي انه لم يسلم إلى فتح مكة.
إلا أن يكون قد قال ذلك محاماة عن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " بدافع الحمية والعصبية، ولكننا لم نر لهذه الحمية كبير أثر في مواقف العباس قبل وبعد ذلك. وهذا أمر يثير العجب حقا.
والذي نرجحه: هو أن الذي كان حاضرا وتكلم بكلام يهدف منه إلى شد العقدة له " صلى الله عليه وآله وسلم " هو العباس بن نضلة الأنصاري (1) وليس العباس بن عبد المطلب. ولذا يلاحظ مدى التشابه بين كلاميهما المنقول والمنسوب إليهما.
فلعل الامر قد اشتبه على الراوي بين العباسين؟ لتشابه الاسمين، أو لعل العباسيين أرادوا اثبات فضيلة جليلة لجدهم، بهدف الحصول على مكاسب من نوع معين، ولعل، ولعل.