ثانيا: وفي مقام رفع التنافي بين قوله " صلى الله عليه وآله وسلم " لفاطمة: أنها سيدة نساء العالمين، وبين ما نسب إليه " صلى الله عليه وآله وسلم " من أنه لم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وأن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (1).
يقول الطحاوي: " قد يحتمل أن يكون ما في هذا الحديث قبل بلوغ فاطمة، واستحقاقها الرتبة التي ذكرها رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " لها. إلى أن قال: وأن كل فضل ذكر لغير فاطمة، مما قد يحتمل أن تكون فضلت به فاطمة، محتملا لان يكون وهي حينئذ صغيرة، ثم بلغت بعد ذلك الخ " (2).
لقد قال الطحاوي هذا، بعد أن جزم قبل ذلك بقليل، بأن فاطمة صلوات الله وسلامه عليها كان عمرها حين توفيت خمسا وعشرين سنة (3).
وهذا يعني أنها قد ولدت قبل البعثة بسنتين، والفرض: أن فاطمة كانت صغيرة حينما كانت عائشة بالغة مبلغ النساء.
وثالثا: يذكر ابن قتيبة أن عائشة قد توفيت سنة 58 - وعند غيره سنة 57 ه - وقد قاربت السبعين (4) ولضم ذلك إلى ما يقوله البعض من أن خديجة قد توفيت قبل الهجرة بثلاث، أو بأربع، أو بخمس سنين ثم ما