بالجنون، والسحر والكهانة، والشعر، وغير ذلك.
وكان الناس في الغالب يسمعون من قريش! إما خشية من سلطانها ونفوذها، وإما حفاظا على مصالحهم الاقتصادية في مكة، لا سيما في مواسم الحج، وعكاظ.
كما أن تصدي أبي لهب عم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بالذات لافساد الامر عليه " صلى الله عليه وآله وسلم " كان أبعد تأثيرا في ذلك، على اعتبار: أنه عمه، وأعرف الناس به.
ولقد أفادت تحركات النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " هذه، حيث إنهم بعد ان ذهبت شوكة قريش، وخمد عنفوانها، وأصيب نفوذها بنكسة قوية بسبب ظهور دعوته وانتشار دينه " صلى الله عليه وآله وسلم "، وتوالي انتصاراته عليها، ولا سيما بعد فتح مكة. بدأت وفادات العرب تترى إلى المدينة، بعد أن أمنوا غائلة عداء قريش، ليعلنوا عن ولائهم ومساندتهم، لان دعايات قريش واشاعاتها الكاذبة قد ذهب أثرها، وبطل مفعولها، لانهم قد رأوا هذا النبي عن قرب، وعرفوا فيه رجاحة العقل، واستقامة الطريقة، منذ اجتمعوا به في تلك المواسم، وعرض دعوته عليهم.
وقد صرح المؤرخون بأن العرب كانوا ينتظرون بإسلامهم قريشا و كانوا إمام الناس، وأهل الحرم، وصريح ولد إسماعيل لا تنكر العرب ذلك.
فلما فتحت مكة واستسلمت قريش عرفت العرب أنها لا طاقة لها بحرب رسول الله ولا عداوته، فدخلوا في الدين أفواجا (1).
بل إنه " صلى الله عليه وآله وسلم " حينما كان يعرض دعوته على القبائل كانوا يردون عليه. أقبح الرد، ويقولون: أسرتك وعشيرتك أعلم