والآيات التي تبين أنهم لكونهم يصدون على المسجد الحرام، ولكونهم يستفزونه " صلى الله عليه وآله وسلم " من الأرض ليخرجوه منها.
سوف ينشأ عنه أنهم لا يلبثون خلافه إلا قليلا، وليذوقوا العذاب بما كانوا يكفرون (1) - هذه الآيات - قد تحقق مضمونها بما أصابهم يوم بدر من القتل الذريع.
فقوله تعالى: (وما منعنا أن نرسل بالآيات الخ..) إنما يفيد الامساك عن إرسال الآيات ما دام النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فيهم، واما إرسالها وتأخير العذاب إلى حين خروجه من بينهم فلا دلالة فيه عليه.
وقوله تعالى (وقالوا: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا) - إلى أن قال -: (قل: سبحان ربى كنت إلا بشرا رسولا (2). لا يدل على نفي تأييد النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بالآيات المعجزة، وانكار نزولها من الأساس. وإلا فان جميع الأنبياء كانوا بشرا. ومعنى الآية: أنه من حيث هو بشر فإنه لا يقدر على ذلك. وانما الامر إلى الله تعالى فهو الذي يأتي بالآيات في الحقيقة (3).
ويقول البعض: إن آية: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) لعلها ناظرة إلى أن دعوة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ليست معتمدة على الآيات، التي هي من قبيل ناقة ثمود، وآيات موسى " عليه السلام "، بل هي تعتمد بالدرجة الأولى على الاقناع، وإقامة الحجة العقلية كدعوة إبراهيم، وذلك لا ينافي صدور بعض الآيات في الموارد التي لا تنفع فيها الحجج العقلية، والبراهين القطعية.