إذا كان معه تعريض نفسه لاخطار العداء مع قريش. إلا أن يكون يمارس ذلك بروحه الاحتكارية التجارية؟ فيبيع المسلمين الطعام باغلى الأثمان.
فيعرض نفسه لهذه الاخطار حبا بالمال.
ويكون حبه للمال، وتفانيه في سبيله هو الذي يسهل عليه كل عسير، ويذلل له ركوب كل صعب وخطير.
أضف إلى ذلك: أنه سوف يأتي حين الكلام على اسلام أبي طالب حين الكلام على رده " صلى الله عليه وآله وسلم " هدية ملاعب الأسنة: أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، قد رد هديته وهدية غيره، لأنها هدية من مشرك.
فلا يعقل: أن يقبلها الان، وبردها بعد ذلك. وإلا لاعترضوا عليه بقبوله لها قبل الان.
إلا أن يدعى: ان ابن حزام إنما كان يعطي الأطفال والنساء، وغيرهم من بني هاشم المحصورين في الشعب، وهؤلاء كانوا يقبلون ذلك منه، وإن كان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " لم يكن يقبل.
فتبقى ملاحظة: انه قد يكون انما يأتيهم بالطعام ليبيعهم إياه باغلى الأثمان لا دافع لها.
ومن ذلك كله يظهر أيضا: أنه لا يمكن الاطمئنان، ولا قبول قولهم: إن أبا العاص بن الربيع كان يفعل مثل ذلك آنئذ.
ونحن لا نستبعد: أن يكون للزبيريين يد في تسجيل هذه الفضيلة لحكيم بن حزام، لا سيما وأنه كان من تلكأ عن بيعة أمير المؤمنين " عليه السلام "، وكان عثمانيا متصلبا (1). وقد أشرنا إلى ذلك حين الكلام حول