اتبعه؟ وإذا كان نسي، فما الذي يؤمننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضا؟، وإذا لم يكن قد نسي، فلماذا يتعمد أن يعصي هذا الامر ا لصريح؟! (1).
سادسا: إنه ليس في الآية ما يدل على أنها خطاب للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، بل الله سبحانه يخبر عن رجل ما أنه: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى) ثم التفت الله تعالى بالخطاب إلى ذلك العابس نفسه، وخاطبه بقوله: (وما يدريك لعله يزكى) الخ..
سابعا: لقد ذكر العلامة الطباطبائي: أن الملاك في التفضيل وعدمه ليس هو الغنى والفقر، وانما هو الأعمال الصالحة، والسجايا الحسنة، والفضائل الرفيعة. وهذا حكم عقلي وجاء به الدين الحنيف، فكيف جاز له " صلى الله عليه وآله وسلم " أن يخالف ذلك، ويميز الكافر لما له من وجاهة على المؤمن؟ (2).
والقول: بأنه إنما فعل ذلك لأنه يرجو إسلامه، وعلى أمل أن يتقوى به الدين، وهذا أمر حسن، لأنه في طريق الدين، وفي سبيله.
لا يصح، لأنه يخالف صريح الآيات التي تنص على أن الذم له كان لأجل أنه يتصدى لذاك الغني لغناه، ويتلهى عن الفقير لفقره.
ولو صح هذا، فقد كان اللازم أن يفيض القرآن في مدحه واطرائه على غيرته لدينه، وتحمسه لرسالته؟ فلماذا هذا الذم والتقريع إذن.
ونشير أخيرا: إلى أن البعض قد ذكر: أنه يمكن القول بان الآية خطاب كلي مفادها: أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كان إذا رأى