رجليك إلى الكعبين ثلاثا (1) ولا تخالف ذلك إلى غيره. فلما وصل (2) الكتاب إلى علي بن يقطين تعجب بما رسم له أبو الحسن عليه السلام مما جميع (3) العصابة على خلافه، ثم قال: مولاي أعلم بما قال، وأنا أمتثل أمره، فكان يعمل في وضوئه على هذا الحد، ويخالف ما عليه (4) جميع الشيعة، امتثالا لأمر أبي الحسن عليه السلام. وقد سعي بعلي (5) بن يقطين إلى الرشيد، وقيل: إنه رافضي، فامتحنه الرشيد من حيث لا يشعر، فلما نظر إلى وضوئه ناداه:
كذب - يا علي بن يقطين - من زعم أنك من الرافضة. وصلحت حاله عنده، وورد عليه كتاب أبي الحسن عليه السلام: ابتدئ من (6) الآن يا علي ابن يقطين، توضأ كما أمرك الله تعالى، اغسل وجهك مرة فريضة، وأخرى إسباغا، واغسل يديك من المرفقين كذلك، وامسح بمقدم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك، فقد زال ما كنا نخاف منه عليك، والسلام (7)... الحديث " (8).
وإنما نقلنا الحديثين بطولهما تيمنا، وهو المرجو من كل ناقل.