عبارة الكفاية: بان من مصححات صدق المشتق عينية المبدأ لتمام ذات الموضوع، كما في صدق الأسود والموجود على الوجود، ببيان: ان اتصاف الجسم بالأسود بواسطة أمر خارج عن ذاته يوجب أولوية اتصاف السواد به، لان وجدان الشئ لنفسه ضروري، ومن هذا الباب صدق صفات الكمال والجمال والجلال على ذات الباري عز اسمه، فان مبادئها عين ذاته، وهو نحو من القيام، بل هو أعلى مراتب القيام (1).
والانصاف انه لا يخلو عن شئ من التوقف، فإنه إن كان المراد كما قد يظهر انه لا يعتبر في صحة الحمل وصدق المشتق التلبس والنسبة، بل يكفي واجدية الذات للمبدأ، فما ذكره من ضرورة واجدية الشئ لنفسه لا يكاد يتعقل، فان الظاهر من الواجدية عرفا كونها إضافة خاصة تتقوم بالواجد والموجود، وظاهر ان الإضافة بطبعها تقتضي الاثنينية، فلا معنى لان يقال ان الشئ واجد لنفسه. بل - إذ هو عين نفسه - فواجديته لنفسه لا محصل لها. وعليه، فالتخلص عن الايراد بما ذكر لا يتحقق، إذ ما ذكر يقتضي الاثنينية أيضا.
وقد تصدى السيد الخوئي (دام ظله) لتصحيح اعتبار الواجدية في صحة الحمل وعدم اعتبار التلبس بتقريب: ان التلبس بمعنى قيام العرض بمعروضه غير معتبر بلا اشكال، ضرورة صحة صدق المشتقات الاعتبارية مع عدم كونها من الاعراض وليست قائمة بالذات قيام العرض بمعروضه، فلا بد أن يكون المصحح للصدق واجدية الذات للمبدأ كي تشتمل المبادئ الاعتبارية، بل جاء في تقريراته: ان المراد من التلبس هو ذلك، ثم ذكر ان واجدية الذات لنفسه ضرورية (2).
.