____________________
أبعد. ثم قال: ولو بذل له صديق منزله وهو قريب من المسجد لقضاء حاجته لم تلزمه الإجابة، لما فيه من المشقة بالاحتشام، بل يمضي إلى منزله (1). وما ذكره رحمه الله غير بعيد مع المشقة اللازمة من ذلك، وإن كان الاقتصار في الخروج على ما تندفع به الضرورة طريق الاحتياط.
واحتمل الشارح - قدس سره - أن يكون المراد بالحاجة في كلام المصنف مطلق الحاجة، ويكون ذكر الاغتسال من باب عطف الخاص على العام، ثم قال: ولا فرق في الحاجة بالمعنى الثاني بين أن تكون له أو لغيره من المؤمنين (2). وبالجواز قطع العلامة في المنتهى من غير نقل خلاف (3)، واستدل عليه بأنه طاعة فلا يمنع منها الاعتكاف، قال:
ويؤيده ما رواه ابن بابويه عن ميمون بن مهران، قال: كنت جالسا عند الحسن بن علي عليهما السلام، فأتاه رجل فقال: يا بن رسول الله إن فلانا له علي مال ويريد أن يحبسني، فقال: (والله ما عندي مال فأقضي عنك) قال: فكلمه فلبس عليه السلام نعله فقلت له: يا بن رسول الله أنسيت اعتكافك؟ فقال: (لم أنس، ولكني سمعت أبي عليه السلام يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما عبد الله عز وجل تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله) (4) وهذه الرواية صريحة في المطلوب، لكنها قاصرة من حيث السند (5)، فلا تصلح لتخصيص الأخبار المتضمنة لإطلاق
واحتمل الشارح - قدس سره - أن يكون المراد بالحاجة في كلام المصنف مطلق الحاجة، ويكون ذكر الاغتسال من باب عطف الخاص على العام، ثم قال: ولا فرق في الحاجة بالمعنى الثاني بين أن تكون له أو لغيره من المؤمنين (2). وبالجواز قطع العلامة في المنتهى من غير نقل خلاف (3)، واستدل عليه بأنه طاعة فلا يمنع منها الاعتكاف، قال:
ويؤيده ما رواه ابن بابويه عن ميمون بن مهران، قال: كنت جالسا عند الحسن بن علي عليهما السلام، فأتاه رجل فقال: يا بن رسول الله إن فلانا له علي مال ويريد أن يحبسني، فقال: (والله ما عندي مال فأقضي عنك) قال: فكلمه فلبس عليه السلام نعله فقلت له: يا بن رسول الله أنسيت اعتكافك؟ فقال: (لم أنس، ولكني سمعت أبي عليه السلام يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما عبد الله عز وجل تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله) (4) وهذه الرواية صريحة في المطلوب، لكنها قاصرة من حيث السند (5)، فلا تصلح لتخصيص الأخبار المتضمنة لإطلاق