عناهم فقد تعرض له من القدماء إسماعيل القاضي فقال الأولى أن تكون المريسيع قبل الخندق للحديث الصحيح عن عائشة واستشكله ابن حزم لاعتقاده أن الخندق قبل المريسيع وتعرض له ابن عبد البر فقال رواية من روى أن سعد بن معاذ راجح في قصة الإفك سعد بن عبادة وهم خطأ وإنما راجع سعد بن عبادة أسيد بن حضير كما ذكره ابن إسحاق وهو الصحيح فإن سعد بن معاذ مات في منصرفهم من غزوة بني قريظة لا يختلفون في ذلك فلم يدرك المريسيع ولا حضرها وبالغ ابن العربي على عادته فقال اتفق الرواة على أن ذكر ابن معاذ في قصة الإفك وهم وتبعه على هذا الاطلاق القرطبي (قوله أعذرك منه) في رواية فليح فقال أنا والله أعذرك منه ووقع في رواية معمر أعذرك منه بحذف المبتدأ (قوله إن كان من الأوس) يعني قبيلة سعد بن معاذ (قوله ضربنا عنقه في رواية صالح بن كيسان ضربت بضم المثناة وإنما قال ذلك لأنه كان سيدهم فجزم بأن حكمة فيهم نافذ (قوله وإن كان من إخواننا من الخزرج) من الأولى تبعيضية والاخرى بيانية ولهذا سقطت من رواية فليح (قوله أمرتنا ففعلنا أمرك) في رواية بن جريج أتيناك به ففعلنا فيه أمرك (قوله فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج) في رواية صالح بن كيسان فقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان بن ثابت بنت عمه من فخذه وهو سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج انتهى وأم حسان اسمها الفريعة بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة وقوله من فخذه بعد قوله بنت عمه إشارة إلى أنها ليست بنت عمه لحا لان سعد بن عبادة يجتمع معها في ثعلبة وقد تقدم سياق نسبه في المناقب (قوله وكان قبل ذلك رجلا صالحا) أي كامل الصلاح في رواية الواقدي وكان صالحا لكن الغضب بلغ منه ومع ذلك لم يغمص عليه في دينه (قوله ولكن احتملته الحمية) كذا للأكثر احتملته بمهملة ثم مثناة ثم ميم أي أغضبته وفي رواية معمر عند مسلم وكذا يحيى بن سعيد عند الطبراني اجتهلته بجيم ثم مثناة ثم هاء وصوبها الوقشي أي حملته على الجهل (قوله فقال لسعد) أي ابن معاذ (كذبت لعمر الله لا تقتله) العمر بفتح العين المهملة هو البقاء وهو العمر بضمها لكن لا يستعمل في القسم إلا بالفتح (قوله ولا تقدر على قتله (1) ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل) فسر قوله لا تقتله بقوله ولا تقدر على قتله إشارة إلى أن قومه يمنعونه من قتله وأما قوله ولو كان من رهطك فهو من تفسير قوله كذبت أي في قولك إن كان من الأوس ضربت عنقه فنسبه إلى الكذب في هذه الدعوى وأنه جزم أن يقتله إن كان من رهطه مطلقا وأنه إن كان من غير رهطه إن أمر بقتله قتله وإلا فلا فكأنه قال له بل الذي نعتقده على العكس مما نطقت به وأنه لو إن كان من رهطك ما أحببت أن يقتل ولكنه من غير رهطك فأنت تحب أن يقتل وهذا بحسب ما ظهر له في تلك الحالة ونقل بن التين عن الداودي أن معنى قوله كذبت لا تقتله أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجعل حكمة إليك فذلك لا تقدر على قتله وهو حمل جيد وقد بينت الروايات الأخرى السبب الحامل لسعد بن عبادة على ما قال ففي رواية ابن إسحاق فقال سعد بن عبادة ما قلت هذه المقالة إلا إنك علمت أنه من الخزرج وفي رواية ابن حاطب فقال سعد بن عبادة يا بن معاذ والله ما بك نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها قد كانت بيننا ضغائن في الجاهلية وإحن لم تحلل لنا من صدوركم فقال ابن معاذ الله أعلم بما أردت وفي حديث ابن عمر إنما طلبت به دخول الجاهلية قال ابن التين قول ابن معاذ إن كان من الأوس ضربت عنقه إنما قال
(٣٦١)