معنى الثبات كقوله سلام واختلف في معنى هذه الكلمة فقيل هي اسم للهيئة من الحط كالجلسة وقيل هي التوبة كما قال الشاعر فاز بالحطة التي صير الله * بها ذنب عبده مغفورا وقيل لا يدري معناها وإنما تعبدوا بها وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس وغيره قال قيل لهم قولوا مغفرة (قوله فبدلوا) أي غيروا وقوله سبحانه وتعالى فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم التقدير فبدل الذين ظلموا بالذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم ويحتمل أن يكون ضمن بدل معنى قال (قوله فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة) كذا للأكثر وكذا في رواية الحسن المذكورة بفتحتين وللكشميهني في شعيرة بكسر المهملة وزيادة تحتانية بعدها والحاصل أنهم خالفوا ما أمروا به من الفعل والقول فإنهم أمروا بالسجود عند انتهائهم شكرا لله تعالى وبقولهم حطة فبدلوا السجود بالزحف وقالوا حنطة بدل حطة أو قالوا حطة وزادوا فيها حبة في شعيرة وروى الحاكم من طريق السدي عن مرة عن ابن مسعود قال قالوا هطى سمقا وهي بالعربية حنطة حمراء قوية فيها شعيرة سوداء ويستنبط منه أن الأقوال المنصوصة إذا تعبد بلفظها لا يجوز تغييرها ولو وافق المعنى وليست هذه مسألة الرواية بالمعنى بل هي متفرعة منها وينبغي أن يكون ذلك قيدا في الجواز أعني يزاد في الشرط أن لا يقع التعبد بلفظه ولا بد منه ومن أطلق فكلامه محمول عليه * (قوله باب خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين العرف المعروف) وصله عبد الرزاق من طريق هشام بن عروة عن أبيه بهذا وكذا أخرجه الطبري من طريق السدي وقتادة (قوله في حديث عمر أو شبانا) بضم أوله وتشديد الموحدة وبعد الألف نون للكثر وفي رواية الكشميهني بفتح أوله وبموحدتين الأولى خفيفة وسيأتي شرح هذا الحديث في كتاب الاعتصام (قوله حدثني يحيى) نسبه ابن السكن فقال يحيى بن موسى ونسبه المستملى فقال يحيى بن جعفر ولا يخرج عن واحد منهما والأشبه ما قال المستملى (قوله عن هشام) هو ابن عروة وابن الزبير هو عبد الله (قوله ما أنزل الله) أي هذه الآية (إلا في أخلاق الناس) كذا أخرجه ابن جرير عن ابن وكيع عن أبيه بلفظ ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس وكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع وأخرج ابن جرير أيضا من طريق وهب بن كيسان عن عبد الله بن الزبير نحوه (قوله وقال عبد الله بن براد) بموحدة وتثقيل الراء وبراد اسم جده وهو عبد الله بن عامر بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ما له في البخاري سوى هذا الموضع (قوله أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس أو كما قال) وقد اختلف عن هشام في هذا الحديث فوصله من ذكرنا عنه وتابعهم عبدة ابن سليمان عن هشام عند ابن جرير والطفاوي عن هشام عند الإسماعيلي وخالفهم معمر وابن أبي الزناد وحماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه من قوله موقوفا وقال أبو معاوية عن هشام عن وهب بن كيسان عن ابن الزبير أخرجه سعيد بن منصور عنه وقال عبيد الله بن عمر عن هشام عن أبيه عن ابن عمر أخرجه البزار والطبراني وهي شاذة وكذا رواية حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه عن عائشة عند ابن مردويه وأما رواية أبي معاوية فشاذة أيضا مع احتمال أن يكون لهشام
(٢٢٩)