عليهم أبعد بطن من قريش فكان يصنع ذلك مبالغة منه في مخالفة ابن الزبير وجمع ابن عباس البطون المذكورة جمع القلة تحقيرا لهم (قوله يريد إبطنا من بني أسد بن تويت) كذا وقع وصوابه يريد أبطنا من بني تويت بن أسد الخ نبه على ذلك عياض (قلت) وكذا وقع في مستخرج أبي نعيم على الصواب وفي رواية أبي مخنف المذكورة أفخاذا صغارا من بني أسد بن عبد العزي وهذا صواب (قوله أن ابن أبي العاص) يعني عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص (قوله برز) أي ظهر (قوله يمشى القدمية) بضم القاف وفتح الدال وقد تضم أيضا وقد تسكن وكسر الميم وتشديد التحتانية قال الخطابي وغيره معناها التبختر وهو مثل يريد أنه برز يطلب معالى الأمور قال ابن الأثير الذي في البخاري القدمية وهي التقدمة في الشرف والفضل والذي في كتب الغريب القديمة بزيادة تحتانية في أوله ومعناها التقدمة في الشرف وقيل التقدم بالهمة والفعل (قلت) وفي رواية أبي مخنف مثل ما وقع في الصحيح (قوله وأنه لوى ذنبه) يعني ابن الزبير لوى بتشديد الواو وبتخفيفها أي ثناه وكنى بذلك عن تأخره وتخلفه عن معالي الأمور وقيل كنى به عن الجبن وإيثار الدعة كما تفعل السباع إذا أرادت النوم والأول أولى وفي مثله قال الشاعر مشى ابن الزبير القهقرى وتقدمت * أمية حتى أحرزوا القصبات وقال الداودي المعنى أنه وقف فلم يتقدم ولم يتأخر ولا وضع الأشياء مواضعها فأدنى الناصح وأقصى الكاشح وقال ابن التين معنى لوى ذنبه لم يتم له ما أراده وفي رواية أبي مخنف المذكورة وأن ابن الزبير يمشي القهقرى وهو المناسب لقوله في عبد الملك يمشى القدمية وكان الامر كما قال ابن عباس فإن عبد الملك لم يزل في تقدم من أمره إلى أن استنقذ العراق من ابن الزبير وقتل أخاه مصعبا ثم جهز العساكر إلى ابن الزبير بمكة فكان من الامر ما كان ولم يزل أمر ابن الزبير في تأخر إلى أن قتل رحمه الله تعالى (قوله في الرواية الثالثة عن عمر بن سعيد) أي ابن أبي حسين المكي وقوله لأحاسبن نفسي أي لأناقشنها في معونته ونصحه قاله الخطابي وقال الداودي معناه لأذكرن من مناقبه ما لم أذكر من منافيهما وإنما صنع ابن عباس ذلك لاشتراك الناس في معرفة مناقب أبي بكر وعمر بخلاف ابن الزبير فما كانت مناقبه في الشهرة كمناقبهما فأظهر ذلك ابن عباس وبينه للناس انصافا منه له فلما لم ينصفه هو رجع عنه (قوله فإذا هو يتعلى عنى) أي يترفع على متنحيا عنى (قوله ولا يريد ذلك) أي لا يريد أن أكون من خاصته وقوله ما كنت أظن أني أعرض هذا من نفسي أي أبدؤه بالخضوع له ولا يرضى منى بذلك وقوله وما أراه يريد خيرا أي لا يريد أن يصنع بن خيرا وفي رواية الكشميهني وإنما أراه يريد خيرا وهو تصحيف ويوضحه ما تقدم وقوله لأن يربني أي يكون على ربا أي أميرا أو ربه بمعنى رباه وقام بأمره وملك تدبيره قال التيمي معناه لان أكون في طاعة بني أمية أحب إلى من أن أكون في طاعة بني أسد لان بني أمية أقرب إلى بني هاشم من بني أسد كما تقدم والله أعلم * (قوله باب قوله والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب قال مجاهد يتألفهم بالعطية) وصله الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وسقط قوله وفي الرقاب من غير رواية أبي ذر وهو أوجه إذ لم يذكر ما يتعلق بالرقاب ثم ذكر حديث أبي سعيد بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشئ فقسمه بين أربعة وقال أتألفهم فقال رجل ما عدلت أورده مختصرا جدا وأيهم الباعث والمبعوث وتسمية الأربعة والرجل القائل وقد تقدم
(٢٤٨)