الاسناد وما انزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون * (قوله باب قوله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم الآية) كذا لأبي ذر وساق غيره إلى قوله مستقيم والسفهاء جمع سفيه وهو خفيف العقل وأصله من قولهم ثوب سفيه أي خفيف النسج واختلف في المراد بالسفهاء فقال البراء كما في حديث الباب وابن عباس ومجاهد هم اليهود وأخرج ذلك الطبري عنهم بأسانيد صحيحة وروى من طريق السدي قال هم المنافقون والمراد بالسفهاء الكفار وأهل النفاق واليهود أما الكفار فقالوا لما حولت القبلة رجع محمد إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا فإنه علم انا على الحق وأما أهل النفاق فقالوا أن كان أولا على الحق فالذي انتقل إليه باطل وكذلك بالعكس وأما اليهود فقالوا خالف قبلة الأنبياء ولو كان نبيا لما خالف فلما كثرت أقاويل هؤلاء السفهاء أنزلت هذه الآيات من قوله تعالى ما ننسخ من آية إلى قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني الآية (قوله ستة عشر شهرا أسبعة عشر شهرا) تقدم الكلام عليه وعلى شرح الحديث في كتاب الايمان * (قوله باب قوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) كذا لأبي ذر وساق غيره الآية إلى مستقيم وسيأتي الكلام على الآية في كتاب الاعتصام إن شاء الله تعالى (قوله حدثنا قتيبة (1) حدثنا جرير وأبو أسامة واللفظ لجرير) أي لفظ المتن (قوله وقال أبو أسامة حدثنا أبو صالح) يعني قال أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح فأفاد تصريح الأعمش بالتحديث وقد أخرجه في الاعتصام من وجه آخر عن أبي أسامة وصرح في روايته أيضا بالتحديث وسيأتي في رواية أبي أسامة مفردة في الاعتصام (قوله يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم) زاد في الاعتصام نعم يا رب (قوله فيقول من يشهد لك) في الاعتصام فيقول من شهودك (قوله فيشهدون) في الاعتصام فيجاء بكم فتشهدون وقد روى هذا الحديث أبو معاوية عن الأعمش بهذا الاسناد أتم من سياق غيره وأشمل ولفظه يجئ النبي يوم القيامة ومعه الرجل ويجئ النبي ومعه الرجلان ويجئ النبي ومعه أكثر من ذلك قال فيقال لهم أبلغكم هذا فيقولون لا فيقال للنبي أبلغتهم فيقول نعم فيقال له من يشهد لك الحديث أخرجه أحمد عنه والنسائي وابن ماجة والإسماعيلي من طريق أبي معاوية أيضا (قوله فيشهدون أنه قد بلغ) زاد أبو معاوية فيقال وما علمكم فيقولون أخبرنا نبينا أن الرسل قد بلغوا فصدقناه ويؤخذ من حديث أبي بن كعب تعميم ذلك فأخرج ابن أبي حاتم بسند جيد عن أبي العالية عن أبي بن كعب في هذه الآية قال لتكونوا شهداء وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة كانوا شهداء على قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وغيرهم أن رسلهم بلغتهم وأنهم كذبوا رسلهم قال أبو العالية وهي قراءة أبي لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة ومن حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من رجل من الأمم الأود أنه منا أيتها الأمة ما من نبي كذبه قومه إلا ونحن شهداؤه يوم القيامة أن قد بلغ رسالة الله
(١٣٠)