الروايات التي وقع فيها الشك مرجوحة بالنسبة إلى التي لا شك فيها وفي هذا الحديث جواز الدعاء على المشركين بمثل ذلك قال ابن دقيق العيد تردد الراوي في قوله ملأ الله أو حشي يشعر بأن شرط الرواية بالمعنى أن يتفق المعنى في اللفظين وملأ ليس مرادفا لحشى فإن حشي يقتضى التراكم وكثرة أجزاء المحشو بخلاف ملأ فلا يكون في ذلك متمسك لمن منع الرواية بالمعنى وقد استشكل هذا الحديث بأنه تضمن دعاء صدر من النبي صلى الله عليه وسلم على من يستحقه وهو من مات منهم مشركا ولم يقع أحد الشقين وهو البيوت أما القبور قوقع في حق من مات منهم مشركا لا محالة ويجاب بأن يحمل على سكانها وبه يتبين رجحان الرواية بلفظ قلوبهم أو أجوافهم * (قوله باب وقوموا لله قانتين أي مطيعين) هو تفسير ابن مسعود أخرجه ابن أبي حاتم بإسناد صحيح ونقله أيضا عن ابن عباس وجماعة من التابعين وذكر من وجه آخر عن ابن عباس قال قانتين أي مصلين وعن مجاهد قال من القنوت الركوع والخشوع وطول القيام وغض البصر وخفض الجناح والرهبة لله وأصح ما دل عليه حديث الباب وهو حديث زيد بن أرقم في أن المراد بالقنوت في الآية السكوت وقد تقدم شرحه في أبواب العمل في الصلاة من أواخر كتاب الصلاة والمراد به السكوت عن كلام الناس لا مطلق الصمت لان الصلاة لا صمت فيها بل جميعها قرآن وذكر والله أعلم * (قوله باب قوله فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم الآية) ذكر فيه حديث ابن عمر في صلاة الخوف وقد تقدم البحث فيه في أبواب صلاة الخوف مبسوطا (قوله وقال ابن جبير كرسيه علمه) وصله سفيان الثوري في تفسيره في رواية أبي حذيفة عنه بإسناد صحيح أخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير فزاد فيه عن ابن عباس وأخرجه العقيلي من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند الطبراني في كتاب السنة من هذا الوجه مرفوعا وكذا رويناه في فوائد أبي الحسن علي بن عمر الحربي مرفوعا والموقوف أشبه وقال العقيلي إن رفعه خطأ ثم هذا التفسير غريب وقد روى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أن الكرسي موضع القدمين وروى ابن المنذر بإسناد صحيح عن أبي موسى مثله وأخرجا عن السدي أن الكرسي بين يدي العرش وليس ذلك مغايرا لما قبله والله أعلم (قوله يقال بسطة زيادة وفضلا) هكذا ثبت لغير أبي ذر وهو تفسير أبي عبيدة قال في قوله بسطة في العلم والجسم أي زيادة وفضلا وكثرة وجاء عن ابن عباس نحوه وذكره ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال في قوله وزادكم في الخلق بسطة يقول فضيلة (قوله أفرغ أنزل) ثبت هذا أيضا لغير أبي ذر وهو تفسير أبي عبيدة قال في قوله تعالى ربنا أفرغ علينا صبرا أي أنزل علينا (قوله ولا يؤده لا يثقله) هو تفسير ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وذكر مثله عن جماعة من التابعين ولسقوط ما قبله من رواية أبي ذر صار كأنه من كلام سعيد بن جبير لعطفه على تفسير الكرسي ولم أره منقولا عنه (قوله آدنى أثقلني والآد والأيد القوة) هو كلام أبي عبيدة قال في قوله تعالى ولا يؤده أي لا يثقله تقول آدنى هذا الامر أثقلني وتقول ما آدك فهو لي آيد أي ما أثقلك فهو لي مثقل وقال في قوله تعالى واذكر عبدنا داود ذا الأيد أي ذا القوة (قوله السنة النعاس) أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (قوله لم يتسنه لم يتغير) أخرجه ابن أبي حاتم
(١٤٩)