فأقدم على تفكيره وزعم أن كلامه لا يحتمل تأويلا وليس كما قال بل مراد الطبري أنه يصير الامر أي بعد فناء المخلوقات كلها على ما كان عليه أولا ثم يقع البعث والحساب هذا الذي يجب حمل كلامه عليه وأما إنكاره عليه استخراج وقت الساعة فهو معذور فيه ويكفي في الرد عليه أن الامر وقع بخلاف ما قال قد مضت خمسمائة ثم ثلاثمائة وزيادة لكن الطبري تمسك بحديث أبي ثعلبة رفعه لن يعجز هذه الأمة أن يؤخرها الله نصف يوم الحديث أخرجه أبو داود وغيره لكنه ليس صريحا في أنها لا تؤخر أكثر من ذلك والله أعلم وسيأتي ما يتعلق بقدر ما بقي من الدنيا في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى * (قوله سورة السجدة) * * (بسم الله الرحمن الرحيم) * كذا لأبي ذر وسقطت البسملة للنسفي ولغيرهما تنزيل السجدة حسب (قوله وقال مجاهد مهين ضعيف نطفة الرجل) وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله من ماء مهين ضعيف وللفريابي من هذا الوجه في قوله من سلالة من ماء مهين قال نطفة الرجل (قوله ضللنا هلكنا) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وقالوا أئذا ضللنا في الأرض قال هلكنا (قوله وقال ابن عباس الجرز التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا) وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عرجل عن مجاهد عنه مثله وذكره الفريابي وإبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق ابن أبي نجيح عن رجل عن ابن عباس كذلك زاد إبراهيم وعن مجاهد قال هي أرض أبين وأنكر ذلك الحربي وقال أبين مدينة معروفة باليمن فلعل مجاهدا قال ذلك في وقت لم تكن أبين تنبت فيه شيئا وأخرج بن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينار عن ابن عباس في قوله إلى الأرض الجزر قال هي أرض باليمن وقال أبو عبيدة الأرض الجرز اليابسة الغليظة التي لم يصبها مطر (قوله يهد يبين) أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله أو لم يهد لهم قال أو لم يبين لهم وقال أبو عبيدة في قوله أو لم يهد لهم أي يبين لهم وهو من الهدى * (قوله باب قوله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين) قرأ الجمهور أخفى بالتحريك على البناء للمفعول وقرأ حمزة بالاسكان فعلا مضارعا مسندا للمتكلم ويؤيده قراءة ابن مسعود تخفي بنون العظمة وقرأها محمد بن كعب أخفى بفتح أوله وفتح الفاء على البناء للفاعل وهو الله ونحوها قراءة الأعمش أخفيت وذكر المصنف في آخر الباب أن أبا هريرة قرأ قرأت أعين بصيغة الجمع وبها قرأ ابن مسعود أيضا وأبو الدرداء قال أبو عبيدة ورأيتها في المصحف الذي يقال له الامام قرة بالهاء على الوحدة وهي قراءة أهل الأمصار (قوله يقول الله تعالى أعددت لعبادي) ووقع في حديث آخر أن سبب الحديث أن موسى عليه السلام سأل ربه من أعظم أهل الجنة منزلة فقال غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أخرجه مسلم والترمذي من طريق الشعبي سمعت المغيرة بن شعبة على المنبر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى سأل ربه فذكر الحديث بطوله وفيه هذا وفي آخره قال ومصداق ذلك في كتاب الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين (قوله ولا خطر على قلب بشر) زاد ابن مسعود في حديثه ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل أخرجه ابن أبي حاتم وهو يدفع قول من قال إنما قيل البشر لأنه
(٣٩٦)