ونقله الاجماع عجب مع أن أصحابه الكوفيين يحيى بن وثاب وحمزة والأعمش والكسائي قرؤا بمثل ما نقل عن ابن مسعود ونقلها أبو عبيد أيضا عن حذيفة وأبي زر عن بن عمرو واختارها أبو عبيد وقد اختلف أهل العربية في سكر هل هي صيغة جمع على فعلى مثل مرضى أو صيغة مفرد فاستغنى بها عن وصف الجماعة * (قوله باب ومن الناس من يعبد الله على حرف شك) سقط لفظ شك لغير أبي ذر وأراد بذلك تفسير قوله حرف وهو تفسير مجاهد أخرجه ابن أبي حاتم من طريقه وقال أبو عبيدة كل شاك في شئ فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم وزاد غير أبي ذر بعد حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة إلى قوله ذلك هو الضلال البعيد (قوله أترفناهم وسعناهم) كذا وقع هنا عندهم وهذه الكلمة من السورة التي تليها وهو تفسير أبي عبيدة قال في قوله تعالى وأترفناهم في الحياة الدنيا مجازه وسعنا عليهم وأترفوا بغوا وكفروا (قوله يحيى بن أبي بكير) هو الكرماني وهو غير يحيى بن بكير المصري يلتبسان لكنهما يفترقان من أربعة أوجه أحدهما النسبة الثاني أبو هذا فيه أداة الكنية بخلاف المصري الثالث ولا يظهر غالبا أن بكيرا جد المصري وأبا بكير والد الكرماني الرابع المصري شيخ المصنف والكرماني شيخ شيخه (قوله حدثنا إسرائيل) كذا رواه يحيى عنه بهذا الاسناد موصولا ورواه أبو أحمد الزبيري عن إسرائيل بهذا الاسناد فلم يجاوز سعيد بن جبير أخرجه ابن أبي شيبة عنه وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ عن يحيى بن أبي بكير كما أخرجه البخاري وقال في آخره قال محمد بن إسماعيل بن سالم هذا حديث حسن غريب وقد أخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير فذكر فيه ابن عباس (قوله كان الرجل يقدم المدينة فيسلم) في رواية جعفر كان ناس من الاعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون (قوله فان ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله) هو بضم نون نتجت فهي منتوجة مثل نفست فهي منفوسة زاد العوفي عن ابن عباس وصح جسمه أخرجه ابن أبي حاتم ولابن المنذر من طريق الحسن البصري كان الرجل يقدم المدينة مهاجرا فإن صح جسمه الحديث وفي رواية جعفر فإن وجدوا عام خصب وغيث وولاد وقوله قال هذا دين صالح في رواية العوفي رضي واطمأن وقال ما أصبت فديني إلا خيرا وفي رواية الحسن قال لنعم الدين هذا وفي رواية جعفر قالوا أن ديننا هذا لصالح فتمسكوا به (قوله وان لم تلد الخ) في رواية جعفر وأن وجدوا عام جدب وقحط وولاد سوء قالوا ما في ديننا هذا خير وفي رواية العوفي وأن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان فقال والله ما أصبت على دينك هذا إلا شرا وذلك الفتنة وفي رواية الحسن فإن سقم جسمه وحبست عنه الصدقة وأصابته الحاجة قال والله ليس الدين هذا ما زلت أتعرف النقصان في جسمي وحالي وذكر الفراء أنها نزلت في أعاريب من بني أسد انتقلوا إلى المدينة بذراريهم وامتنوا بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحو ما تقدم وروى ابن مردويه من حديث أبي سعيد بإسناد ضعيف أنها نزلت في رجل من اليهود أسلم فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالاسلام فقال لم أصب في ديني خيرا * (قوله باب هذا خصمان اختصموا في ربهم) الخصمان تثنية خصم وهو يطلق على الواحد وغيره وهو من تقمنه المخاصمة (قوله يقسم قسما) كذا للأكثر ولأبي ذر عن الكشميهني
(٣٣٦)