يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا الآية وقد قدمت في كتاب الايمان بيان وقت هذه المبايعة (قوله وأكثر لفظ سفيان قرأ الآية) وللكشميهني قرأ في الآية والأول أولى (قوله ومن أصاب منها) أي من الأشياء التي توجب الحد في رواية الكشميهني من ذلك شيئا (قوله تابعه عبد الرزاق عن معمر) زاد المستملي في الآية ووصله مسلم عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق عقب رواية سفيان وقال في آخره وزاد في الحديث فتلا علينا آية النساء أن لا يشركن بالله شيئا وقد تقدم شرحه ومباحثه في كتاب الايمان مستوفي وقوله بهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن فيه عدة أقوال منها أن المراد بما بين الأيدي ما يكتسب بها وكذا الأرجل الثاني هما كناية عن الدنيا والآخرة وقيل عن الأعمال الظاهرة والباطنة وقيل الماضي والمستقبل وقيل ما بين الأيدي كسب العبد بنفسه وبالأرجل كسبه بغيره وقيل غير ذلك * الحديث الرابع (قوله حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن وهب قال وأخبرني ابن جريج) قلت نزل البخاري في هذا الاسناد درجتين بالنسبة لابن جريج فإنه يروي عن ابن جريج بواسطة رجل واحد كأبي عاصم ومحمد بن عبد الله الأنصاري ومكي بن إبراهيم وغيرهم ونزل فيه درجة بالنسبة لابن وهب فإنه يروي عن جمع من أصحابه كأحمد بن صالح وأحمد بن عيسى وغيرهما وكأن السبب فيه تصريح ابن جريج في هذه الطريق النازلة بالاخبار وقد أخرج البخاري طرفا من هذا الحديث في كتاب العيدين عن أبي عاصم عن ابن جريج بالعلو وهو من أوله إلى قوله قبل الخطبة وصرح فيه ابن جريج بالخبر فلعله لم يكن بطوله عند ابن أبي عاصم ولا عند من لقيه من أصحاب ابن وهب وقد علاه أبو ذر في روايته فقال حدثنا على الحربي حدثنا ابن أبي داود حدثنا محمد بن مسلمة حدثنا ابن وهب ووقع للبخاري بعلو في العيدين لكنه من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج وتقدم شرحه هناك مستوفى وقول ابن وهب وأخبرني ابن جريج معطوف على شئ محذوف * (قوله سورة الصف) * * (بسم الله الرحمن الرحيم) * سقطت البسملة لغير أبي ذر ويقال لها أيضا سورة الحواريين وأخرج الطبري من طريق معمر عن قتادة أن الحواريين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم من قريش فسمى العشرة المشهورين إلا سعيد بن زيد وحده وحمزة وجعفر بن أبي طالب وعثمان بن مظعون وقد وقع لنا سماع هذه السورة مسلسلا في حديث ذكر في أوله سبب نزولها وإسناده صحيح قل أن وقع في المسلسلات مثله مع مزيد علوه (قوله وقال مجاهد من أنصاري إلى الله من يتبعني إلى الله) في رواية الكشميهني من تبعني إلى الله بصيغة الماضي وقد وصله الفريابي بلفظ من يتبعني وقال أبو عبيدة إلى بمعنى في أي من أنصاري في الله (قوله وقال ابن عباس مرصوص ملصق بعضه إلى بعض) كذا لأبي ذر ولغير ببعض وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله كأنهم بنيان مرصوص مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض فعلى تفسير ابن عباس هو من التراص أي التضام مثل تراص الأسنان أو من الملائم الاجزاء المستوى (قوله وقال يحيى بالرصاص) كذا لأبي ذر والنسفي ولغيرهما وقال غيره وجزم أبو ذر بأنه يحيى بن زياد بن عبد الله
(٤٩١)