ونصح لهم (قوله فذلك قوله عز وجل وكذلك جعلناكم أمة وسطا) في الاعتصام ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (قوله والوسط العدل) هو مرفوع من نفس الخبر وليس بمدرج من قول بعض الرواة كما وهم فيه بعضهم وسيأتي في الاعتصام بلفظ وكذلك جعلناكم أمة وسطا عدلا وأخرج الإسماعيلي من طريق حفص بن غياث عن الأعمش بهذا السند في قوله وسطا قال عدلا كذا أورده مختصرا مرفوعا وأخرجه الطبري من هذا الوجه مختصرا مرفوعا ومن طريق وكيع عن الأعمش بلفظ والوسط العدل مختصرا مرفوعا ومن طريق أبي معاوية عن الأعمش مثله وكذا أخرجه الترمذي والنسائي من هذا الوجه وأخرجه الطبري من طريق جعفر بن عون عن الأعمش مثله وأخرجه عن جماعة من التابعين كمجاهد وعطاء وقتادة ومن طريق العوفي عن ابن عباس مثله قال الطبري الوسط في كلام العرب الخيار يقولون فلان وسط في قومه وواسط إذا أرادوا الرفع في حسبه قال والذي أرى أن معنى الوسط في الآية الجزء الذي بين الطرفين والمعنى أنهم وسط لتوسطهم في الدين فلم يغلوا كغلوا النصارى ولم يقصروا كتقصير اليهود ولكنهم أهل وسط واعتدال (قلت) لا يلزم من كون الوسط في الآية صالحا لمعنى التوسط أن لا يكون أريد به معناه الآخر كما نص عليه الحديث فلا مغايرة بين الحديث وبين ما دل عليه معنى الآية والله أعلم * (قوله باب قول الله تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول الآية) كذا لأبي ذر وساق غيره إلى قوله رؤوف رحيم ثم أورد حديث ابن عمر في تحويل القبلة أورده مختصرا وقد تقدم شرحه في أوائل الصلاة مستوفى * (قوله باب قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية) وفي رواية كريمة إلى عما تعلمون (قوله عن أنس) صرح في رواية الإسماعيلي وأبي نعيم بسماع سليمان له من أنس (قوله لم يبق ممن صلى القبلتين غيري) يعني الصلاة إلى بيت المقدس وإلى الكعبة وفي هذا إشارة إلى أن أنسا آخر من مات ممن صلى إلى القبلتين والظاهر أن أنسا قال ذلك وبعض الصحابة ممن تأخر إسلامه موجود ثم تأخر أنس إلى أن كان آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله علي بن المديني والبزار وغيرهما بل قال ابن عبد البر هو آخر الصحابة موتا مطلقا لم يبق بعده غير أبي الطفيل كذا قال وفيه نظر فقد ثبت لجماعة ممن سكن البوادي من الصحابة تأخرهم عن أنس وكانت وفاة أنس سنة تسعين أو إحدى أو ثلاث وهو أصح ما قيل فيها وله مائة وثلاث سنين على الأصح أيضا وقيل أكثر من ذلك وقيل أقل وقوله تعالى فلنولينك قبلة ترضاها هي الكعبة وروى الحاكم من حديث ابن عمر في قوله فلنولينك قبلة ترضاها قال نحو ميزاب الكعبة وإنما قال ذلك لان تلك الجهة قبلة أهل المدينة * (قوله باب ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك الآية) كذا لأبي ذر ولغيره إلى لمن الظالمين ذكر فيه حديث ابن عمر المشار إليه قبل باب من وجه آخر * (قوله باب الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) كذا لأبي ذر ولغيره إلى آخر الآية وساق فيه حديث ابن عمر المذكور من وجه آخر
(١٣١)