فراجعها ثم لم تصبر فطلقها قال فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله أنزل فيه هذه الآية وروى الترمذي من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله لا تطلقني واجعل يومى لعائشة ففعل ونزلت هذه الآية وقال حسن غريب (قلت) وله شاهد في الصحيحين من حديث عائشة بدون ذكر نزول الآية * (قوله باب أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) كذا لأبي ذر وسقط لغيره باب (قوله قال ابن عباس أسفل النار) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال الدرك الأسفل أسفل النار قال العلماء عذاب المنافق أشد من عذاب الكافر لاستهزائه بالدين (قوله نفقا سربا) وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به وهذه الكلمة ليست من سورة النساء وإنما هي من سورة الأنعام ولعل مناسبة ذكرها هنا للإشارة إلى اشتقاق النفاق لان النفاق إظهار غير ما يبطن كذا وجهه الكرماني وليس ببعيد مما قالوه في اشتقاق النفاق أنه من النافقاء وهو جحر اليربوع وقيل هو من النفق وهو السرب حكاه في النهاية (قوله إبراهيم) هو النخعي والأسود خاله وهو ابن يزيد النخعي (قوله كنا في حلقة عبد الله) يعني ابن مسعود (قوله فجاء حذيفة) هو ابن اليمان (قوله لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم) أي ابتلوا به لانهم كانوا من طبقة الصحابة فهم خير من طبقة التابعين لكن الله ابتلاهم فارتدوا نافقوا فذهبت الخيرية منهم ومنهم من تاب فعادت له الخيرية فكأن حذيفة حذر الذين خاطبهم وأشار لهم أن لا يغتروا فإن القلوب تتقلب فحذرهم من الخروج من الايمان لان الأعمال بالخاتمة وبين لهم أنهم وأن كانوا في غاية الوثوق بايمانهم فلا ينبغي لهم أن يأمنوا مكر الله فإن الطبقة الذين قبلهم وهم الصحابة كانوا خيرا منهم ومع ذلك وجد بينهم من ارتد ونافق فالطبقة التي هي من بعدهم أمكن من الوقوع في مثل ذلك وقوله فتبسم عبد الله كأنه تبسم تعجبا من صدق مقالته (قوله فرماني) أي حذيفة رمى الأسود يستدعيه إليه (قوله عجبت من ضحكه) أي من اقتصاره على ذلك وقد عرف ما قلت أي فهم مرادي وعرف أنه الحق (قوله ثم تابوا فتاب الله عليهم) أي رجعوا عن النفاق ويستفاد من حديث حذيفة أن الكفر والايمان والاخلاص والنفاق كل بخلق الله تعالى وتقديره وإرادته ويستفاد من قوله تعالى إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين صحة توبة الزنديق وقبولها على ما عليه الجمهور فإنها مستثناة من المنافقين من قوله إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار وقد استدل بذلك جماعة منهم أبو بكر الرازي في أحكام القرآن والله أعلم * (قوله باب قوله إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح إلى قوله ويونس وهارون وسليمان) كذا لأبي ذر وزاد في رواية أبي الوقت والنبيين من بعده والباقي سواء لكن سقط لغير أبي ذر باب (قوله ما ينبغي لاحد) وفي رواية المستملى والحموي لعبد (قوله أن يقول أنا خير من يونس) يحتمل أن يكون المراد أن العبد القائل هو الذي لا ينبغي له أن يقول ذلك ويحتمل أن يكون المراد بقوله أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاله تواضعا ودل حديث أبي هريرة ثاني حديثي الباب على أن الاحتمال الأول أولى (قوله فقد كذب) أي إذا قال ذلك بغير توقيف وقد تقدم شرح هذا الحديث في أحاديث الأنبياء
(٢٠٠)