ذلك مبالغة في زجره عن القول الذي قاله وأراد بقوله فإنك منافق أي تصنع صنيع المنافقين وفسره بقوله تجادل عن المنافقين وقابل قوله لسعد بن معاذ كذبت لا تقتله بقوله هو كذبت لنقتلنه وقال المازري إطلاق أسيد لم يرد به نفاق الكفر وإنما أراد أنه كان يظهر المودة للأوس ثم ظهر منه في هذه القصة ضد ذلك فأشبه حال المنافق لان حقيقته إظهار شئ واخفاء غيره ولعل هذا هو السبب فترك إنكار النبي صلى الله عليه وسلم عليه (قوله فتشاور) بمثناة ثم مثلثة تفاعل من الثورة والحيان بمهملة ثم تحتانية تثنية حي والحي كالقبيلة أي نهض بعضهم إلى بعض من الغضب ووقع في حديث بن عمر وقام سعد بن معاذ فسل سيفه (قوله حتى هموا أن يقتتلوا) زاد ابن جريج في روايته في قصة الإفك هنا قال قال ابن عباس فقال بعضهم لبعض موعدكم الحرة أي خارج المدينة لتتقاتلوا هناك (قوله فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا) وفي رواية ابن حاطب فلم يزل يومئ بيده إلى الناس ههنا حتى هدأ الصوت وفي رواية فليح فنزل فخفضهم حتى سكتوا ويحمل على أنه سكتهم وهو على المنبر ثم نزل إليهم أيضا ليكمل تسكيتهم ووقع في رواية عطاء الخراساني عن الزهري فحجز بينهم (قوله فمكثت يومي ذلك) في رواية الكشميهني فبكيت وهي في رواية فليح وصالح وغيرهما (قوله فأصبح أبواي عندي) أي أنهما جاءا إلى المكان الذي هي به من بينهما لا أنها رجعت من عندهما إلى بيتها ووقع في رواية محمد ابن ثور عن معمر عند الطبري وأنا في بيت أبوي (قوله وقد بكيت ليلتين ويوما) أي الليلة التي أخبرتها فيها أم مسطح الخبر واليوم الذي خطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم الناس والليلة التي تليه ووقع في رواية فليح وقد بكيت ليلتي ويوم وكأن الياء مشددة ونسبتهما إلى نفسها لما وقع لها فيهما (قوله فبيناهما) وفي رواية الكشميهني فبينما هما (قوله يظنان أن البكاء فالق كبدي) في رواية فليح حتى أظن ويجمع بأن الجميع كانوا يظنون ذلك (قوله فاستأذنت) كذا فيه وفي الكلام حذف تقديره جاءت امرأة فاستأذنت وفي رواية فليح إذ استأذنت (قوله امرأة من الأنصار) لم أقف على اسمها (قوله فبينا نحن على ذلك) في رواية الكشميهني فبينا نحن كذلك وهي رواية فليح والأول رواية صالح (قوله دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) سيأتي في رواية هشام بن عروة بلفظ فأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى العصر وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي وفي رواية ابن حاطب وقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على سرير وجاهي وفي حديث أم رومان إن عائشة في تلك الحالة كانت بها الحمى النافض وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل فوجدها كذلك قال ما شأن هذه قالت أخذتها الحمى بناقض قال فلعله في حديث تحدث قالت نعم فقعدت عائشة (قوله ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني) حكى التسهيلي أن بعض المفسرين ذكر أن المدة كانت سبعة وثلاثين يوما فألغى الكسر في هذه الرواية وعند ابن حزم أن المدة كانت خمسين يوما أو أزيد ويجمع بأنها المدة التي كانت بين قدومهم المدينة ونزول القرآن في قصة الإفك وأما التقييد بالشهر فهو المدة التي أولها إتيان عائشة إلى بيت أبويها حين بلغها الخبر (قوله فتشهد) في رواية هشام بن عروة فحمد الله وأثنى عليه (قوله أما بعد يا عائشة فأنه بلغني عنك كذا وكذا) هو كناية عما رميت به من الإفك ولم أر في شئ من الطرق التصريح فلعل الكناية من لفظ النبي صلى
(٣٦٣)