قال بلى ولكنكم كتمتم منها ما أمرتم ببيانه فأنا أبرأ مما أحدثتموه قالوا فأنا تمسك بما في أيدينا من الهدى والحق ولا نؤمن بك ولا بما جئت به فأنزل الله هذه الآية وهذا يدل على أن المراد مراد بما أنزل إليكم من ربكم أي القرآن ويؤيد هذا التفسير قوله تعالى في الآية التي قبلها ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا إلى قوله لأكلوا من فوقهم الآية * (تنبيه) * سفيان المذكور وقع في بعض النسخ أنه الثوري ولم يقع لي إلى الآن موصولا (قوله من أحياها يعني من حرم قتلها إلا بحتى حي الناس منه جميعا) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (قوله شرعة ومنهاجا سبيلا وسنة) وقد تقدم في الايمان وقال أبو عبيدة لكل جعلنا منكم شرعة أي سنة ومنهاجا أي سبيلا بينا واضحا (قوله عثر ظهر الأوليان وأحدهما أولى) أي أحق به طعامهم وذبائحهم كذا ثبت في بعض النسخ هنا وقد تقدم في الوصايا إلا الأخير فسيأتي في الذبائح * (قوله باب قوله اليوم أكملت لكم دينكم) سقط باب لغير أبي ذر (قوله وقال ابن عباس مخمصة مجاعة) كذا ثبت لغير أبي ذر هنا وتقدم قريبا (قوله حدثنا عبد الرحمن) هو ابن مهدي (قوله عن قيس) هو ابن مسلم (قوله قالت اليهود) في رواية أبي العميس عن قيس في كتاب الايمان أن رجلا من اليهود وقد تقدمت تسميته هناك وأنه كعب الأحبار واحتمل أن يكون الراوي حيث أفرد السائل أراد تعيينه وحيث جمع أراد باعتبار من كان معه على رأيه وأطلق على كعب هذه الصفة إشارة إلى أن سؤاله عن ذلك وقع قبل إسلامه لان إسلامه كان في خلافة عمر على المشهور وأطلق عليه ذلك باعتبار ما مضى (قوله إني لاعلم) وقع في هذه الرواية اختصار وقد تقدم في الايمان من وجه آخر عن قيس بن مسلم فقال عمر أي آية الخ (قوله حيث أنزلت وأين أنزلت) في رواية أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي حيث أنزلت وأي يوم أنزلت وبها يظهر أن لا تكرار في قوله حيث وأين بل أراد بإحداهما المكان وبالأخرى الزمان (قوله وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنزلت يوم) عرفة كذا لأبي ذر ولغيره حين بدل حيث وفي رواية أحمد وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت أنزلت يوم عرفة بتكرار أنزلت وهي أوضح وكذا لمسلم عن محمد بن المثنى عن عبد الرحمن في الموضعين (قوله وأنا والله بعرفة) كذا للجميع وعند أحمد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة وكذا لمسلم وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق محمد بن بشار وبندار شيخ البخاري فيه (قوله قال سفيان وأشك كان يوم الجمعة أم لا) قد تقدم في الايمان من وجه آخر عن قيس بن مسلم الجزم بأن ذلك كان يوم الجمعة وسيأتي الجزم بذلك من رواية مسعر عن قيس في كتاب الاعتصام وقد تقدم في كتاب الايمان بيان مطابقة جواب عمر للسؤال لأنه سأله عن اتخاذه عيدا فأجاب بنزولها بعرفة يوم الجمعة ومحصله أن في بعض الروايات وكلاهما بحمد الله لنا عيد قال الكرماني أجاب بأن النزول كان يوم عرفة ومن المشهور أن اليوم الذي بعد عرفة هو عيد المسلمين فكأنه قال جعلناه عيدا بعد إدراكنا استحقاق ذلك اليوم للتعبد فيه قال وإنما لم يجعله يوم النزول لأنه ثبت أن النزول كان بعد العصر ولا يتحقق العيد الا من أول النهار ولهذا قال الفقهاء أن رؤية الهلال نهارا تكون لليلة المستقيلة انتهى والتنصيص على أن تسمية يوم عرفة يوم عيد يغنى عن هذا التكلف فإن العيد مشتق من العود وقيل له ذلك لأنه يعود في كل عام وقد نقل الكرماني عن الزمخشري أن العيد
(٢٠٣)