يدخلون في دين الله أفواجا) ذكر فيه حديث ابن عباس أن عمر سألهم عن قوله إذا جاء نصر الله والفتح وسأذكر شرحه في الباب الذي يليه * (قوله باب قوله فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا تواب على العباد والتواب من الناس التائب من الذنب) هو كلام الفراء في موضعين (قوله كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر) أي من شهد بدرا من المهاجرين والأنصار وكانت عادة عمر إذا جالس للناس أن يدخلوا عليه على قدر منازلهم في السابقة وكان ربما أدخل مع أهل المدينة من ليس منهم إذا كان فيه مزية تجبر ما فإنه من ذلك (قوله فكأن بعضهم وجد) أي غضب ولفظ وجد الماضي يستعمل بالاشتراك بمعنى الغضب والحب والغنى واللقاء سواء كان الذي يلقى ضالة أو مطلوبا أو إنسانا أو غير ذلك (قوله لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله) ولابن سعد من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير كان أناس من المهاجرين وجدوا على عمر في إدنائه ابن عباس وفي تاريخ محمد بن عثمان بن أبي شيبة من طريق عاصم بن كليب عن أبيه نحوه وزاد وكان عمر أمره أن لا يتكلم حتى يتكلموا فسألهم عن شئ فلم يجيبوا وأجابه ابن عباس فقال عمر أعجزتم أن تكونوا مثل هذا الغلام ثم قال إني كنت نهيتك أن تتكلم فتكلم الآن معهم وهذا القائل الذي عبر هنا بقوله بعضهم هو عبد الرحمن بن عوف الزهري أحد العشرة كما وقع مصرحا به عند المصنف في علامات النبوة من طريق شعبة عن أبي بشر بهذا الاسناد كان عمر يدني ابن عباس فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله وأراد بقوله مثله أي في مثل سنة لا في مثل فضله وقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا أعرف لعبد الرحمن ابن عوف ولدا في مثل سن ابن عباس فإن أكبر أولاده محمد وبه كان يكنى لكنه مات صغيرا وأدرك عمر من أولاده إبراهيم بن عبد الرحمن ويقال أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه أن كان كذلك لم يدرك من الحياة النبوية إلا سنة أو سنتين لان أباه تزوج أمه بعد فتح مكة فهو أصغر من ابن عباس بأكثر من عشر سنين فلعله أراد بالمثلية غير السن أو أراد بقوله لنا من كان له ولد في مثل سن ابن عباس من البدريين إذ ذاك غير المتكلم (قوله فقال عمر إنه من حيث علمتم) في غزوة الفتح من هذا الوجه بلفظ إنه ممن علمتم وفي رواية شعبة أنه من حيث نعلم وأشار بذلك إلى قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى معرفته وفطنته وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال المهاجرون لعمر ألا تدعو أبناءنا كما تدعو بن عباس قال ذاكم فتى الكهول إن له لسانا سئولا وقلبا عقولا وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق الشعبي والزبير بن بكار من طريق عطاء بن يسار قالا قال العباس لابنه إن هذا الرجل يعني عمر يدينك فلا تفشين له سرا ولا تغتابن عنده أحدا ولا يسمع منك كذبا وفي رواية عطاء بدل الثالثة ولا تبتدئه بشئ حتى يسألك عنه (قوله فدعا ذات يوم فأدخله معهم) في رواية للكشميهني فدعاه وفي غزوة الفتح فدعاهم يوم ودعائي معهم (قوله فما رئيت) بضم الراء وكسر الهمزة وفي غزوة الفتح من رواية المستملي فما رأيته بتقديم الهمزة والمعنى واحد (قوله إلا ليريهم) زاد في غزوة الفتح متى أي مثل ما رآه هو مني من العلم وفي رواية بن سعد فقال أما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون به فضله (قوله ما تقولون في قول الله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح) في غزوة الفتح حتى ختم السورة (قوله إذا جاء نصرنا وفتح علينا) في رواية الباب الذي قبله قالوا فتح المدائن والقصور (قوله وسكت بعضهم فلم يقل شيئا)
(٥٦٥)