والطواغيت الذين كانوا يعبرون عن الأصنام بالكذب قال وزعم رجال أن الجبت الكاهن والطاغوت رجل من اليهود يدعى كعب بن الأشرف ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال الجبت حي بن أخطب والطاغوت كعب بن الأشرف واختار الطبري أن المراد بالجبت والطاغوت جنس من كان يعبد من دون الله سواء كان صنما أو شيطانا جنيا أو آدميا فيدخل فيه الساحر والكاهن والله أعلم وأما قول عكرمة إن الجبت بلسان الحبشة الشيطان فقد وافقه سعيد بن جبير على ذلك لكن عبر عنه بالساحر أخرجه الطبري بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير قال الجبت الساحر بلسان الحبشة والطاغوت الكاهن وهذا مصير منهما إلى وقوع المعرب في القرآن وهي مسألة اختلف فيها فبالغ الشافعي وأبو عبيدة اللغوي وغيرهما في إنكار ذلك فحملوا ما ورد من ذلك على توارد اللغتين وأجاز ذلك جماعة واختاره ابن الحاجب واحتج له بوقوع أسماء الاعلام فيه كإبراهيم فلا مانع من وقوع أسماء الأجناس وقد وقع في صحيح البخاري جملة من هذا وتتبع القاضي تاج الدين السبكي ما وقع في القرآن من ذلك ونظمه في أبيات ذكرها في شرحه على المختصر وعبر بقوله يجمعها هذه الأبيات فذكرها وقد تتبعت بعده زيادة كثيرة على ذلك تقرب من عدة ما أورد ونظمتها أيضا وليس جميع ما أورده هو متفقا على أنه من ذلك لكن اكتفى بإيراد ما نقل في الجملة فتبعته في ذلك وقد رأيت إيراد الجميع للفائدة فأول بيت منها من نظمي والخمسة التي تليه له وباقيها لي أيضا فقلت من المعرب عد التاج (كز) وقد * ألحقت (كد) وضمتها الأساطير السلسبيل وطه كورت بيع * روم وطوبى وسجيل وكافور والزنجبيل ومشكاة سرادق مع * إستبرق صلوات سندس طور كذا قراطيس ربانيهم وغسا * ق ثم دينار القسطاس مشهور كذاك قسورة واليم ناشئة * ويؤت كفلين مذكور ومسطور له مقاليد فردوس يعد كذا * فيما حكى ابن دريد منه تنور وزدت حرم ومهل والسجل كذا * السري والأب ثم الجبت مذكور وقطنا وأناه ثم متكأ * دارست يصهر منه فهو مصهور وهيت والسكر الأواه مع حصب * واوبى معه والطاغوت منظور صرهن اصرى وغيض الماء مع وزر * ثم الرقيم مناص والسنا النور والمراد بقولي (كز) أن عدة ما ذكره التاج سبعة وعشرون وبقولي (كد) أن عدة ما ذكرته أربعة وعشرون وأنا معترف أنني لم أستوعب ما يستدرك عليه فقد ظفرت بعد نظمي هذا بأشياء تقدم منها في هذا الشرح الرحمن وراعنا وقد عزمت أني إذا أتيت على آخر شرح هذا التفسير إن شاء الله تعالى ألحق ما وقفت عليه من زيادة في ذلك منظوما إن شاء الله تعالى ثم أورد المصنف طرفا من حديث عائشة في سقوط عقدها ونزول آية التيمم وقد مضى شرحه مستوفى في كتاب التيمم * (قوله باب أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ذوي الأمر) كذا لأبي ذر ولغيره وأولي الأمر منكم ذوي الامر وهو تفسير أبي عبيدة قال ذلك في هذه الآية وزاد والدليل على ذلك أن واحدها ذو أي واحد أولى لأنها لا واحد لها من لفظها (قوله حدثنا صدقة
(١٩٠)