وأخرجه أيضا من حديث معاذ بن جبل قال الخطابي قوله هم أرق أفئدة وألين قلوبا أي لان الفؤاد غشاء القلب فإذا رق نفذ القول وخلص إلى ما وراءه وإذا غلظ بعد وصوله إلى داخل وإذا كان القلب لينا علق كل ما يصادفه * الحديث السابع (قوله فجاء خباب) بالمعجمة والموحدتين الأولى ثقيلة وهو ابن الأرت الصحابي المشهور (قوله يا أبا عبد الرحمن) هو كنية ابن مسعود (قوله أمرت بعضهم فيقرأ عليك) في رواية الكشميهني فقرأ بصيغة الفعل الماضي (قوله فقال زيد بن حدير) بمهملة مصغر أخو زياد بن حدير وزياد من كبار التابعين أدرك عمر وله رواية في سنن أبي داود ونزل الكوفة وولي إمرتها مرة وهو أسدى من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وأما أخوه زيد فلا أعرف له رواية (قوله أما) بتخفيف الميم (إن شئت أخبرتك بما قال النبي صلى الله عليه وسلم في قومك وفي قومه) كأنه يشير إلى ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على النخع لان علقمة نخعي وإلى ذم بني أسد وزياد بن حدير أسدى فأما ثناؤه على النخع ففيما أخرجه أحمد والبزار بإسناد حسن عن ابن مسعود قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهذا الحي من النخع أو يثني عليهم حتى تمنيت أني رجلا منهم وأما ذمة لبني أسد فتقدم في المناقب حديث أبي هريرة وغيره أن جهينة وغيرها خير من بني أسد وغطفان وأما النخعي فمنسوب إلى النخع قبيلة مشهورة من اليمن واسم النخع حبيب بن عمرو بن علة بضم المهملة وتخفيف اللام بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد وقيل له النخع لأنه نخع عن قومه أي بعد وفي رواية شعبة عن الأعمش عند أبي نعيم في المستخرج لتسكتن أو لأحدثنك بما قيل في قومك وقومه (قوله فقرأت خمسين آية من سورة مريم) في رواية شعبة فقال عبد الله رتل فداك أبي وأمي (قوله وقال عبد الله كيف ترى) هو موصول بالاسناد المذكور وخاطب عبد الله بذلك خبابا لأنه هو الذي سأله أولا وهو الذي قال قد أحسن وكذا ثبت في رواية أحمد عن يعلى عن الأعمش ففيه قال خباب أحسنت (قوله قال عبد الله) هو موصول أيضا (قوله ما أقرأ شيئا إلا وهو يقرؤه) يعني علقمة وهي منقبة عظيمة لعلقمة حيث شهد له ابن مسعود أنه مثله في القراءة (قوله ثم ألتفت إلى خباب وعليه خاتم من ذهب فقال ألم يأن لهذا الخاتم أن يلقى) بضم أوله وفتح القاف أي يرمي به (قوله رواه غندر عن شعبة) أي عن الأعمش بالاسناد المذكور وقد وصلها أبو نعيم في المستخرج من طريق أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن جعفر وهو غندر بإسناده هذا وكأنه في الزهد لأحمد وإلا فلم أره في مسند أحمد إلا من طريق يعلى بن عبيد عن الأعمش ووهم بعض من لقيناه فزعم أن هذا لتعليق معاد في بعض النسخ وأن محله عقب حديث أبي هريرة وقد ظهر لي أن لا إعادة وأنه في جميع النسخ وأن الذي وقع في الموضعين من رواية غندر عن شعبة صواب وأن المراد في الموضع الثاني أن شعبة رواه عن الأعمش بالاسناد الذي وصله به من طريق أبي حمزة عن الأعمش وقد أثبت الإسماعيلي في مستخرجه رواية غندر عن شعبة فقال بعد أن أخرجه من طريق ابن شهاب عن الأعمش بالاسناد الذي وصله به رواه جماعة عن الأعمش ورواه غندر عن شعبة وفي الحديث منقبة لابن مسعود وحسن تأنيه في الموعظة والتعليم وأن بعض الصحابة كان يخفى عليه بعض الأحكام فإذا نبه عليها رجع ولعل خبابا كان يعتقد أن النهي عن لبس الرجال خاتم الذهب للتنزيه فنبهه ابن مسعود على تحريمه فرجع إليه مسرعا (قوله قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي)
(٧٨)