يخطر بقلوب الملائكة والأولى حمل النفي فيه على عمومه فإنه أعظم في النفس (قوله دخرا) بضم الدال المهملة (1) وسكون المعجمة منصوب متعلق بأعددت أي جعلت ذلك لهم مدخورا (قوله من بله ما اطلعتم عليه) قال الخطابي كأنه يقول دع ما اطلعتم عليه فإنه سهل في جنب ما ادخر لهم (قلت) وهذا لائق بشرح بله بغير تقدم من عليها وأما إذا تقدمت من عليها فقد قيل هي بمعنى كيف ويقال بمعنى أجل ويقال بمعنى غير أو سوى وقيل بمعنى فضل لكن قال الصغاني اتفقت نسخ الصحيح على من بله والصواب إسقاط كلمة من وتعقب بأنه لا يتعين إسقاطها إلا إذا فسرت بمعنى دع وأما إذا فسرت بمعنى من أجل أو من غير أو سوى فلا وقد ثبت في عدة مصنفات خارج الصحيح باثبات من وأخرجه سعيد بن منصور ومن طريقه ابن مردويه من رواية أبي معاوية عن الأعمش كذلك وقال ابن مالك المعروف بله اسم فعل بمعنى أترك ناصبة لما يليها بمقتضى المفعولية واستعماله مصدرا بمعنى الترك مضافا إلى ما يليه والفتحة في الأولى بنائية وفي الثانية إعرابية وهو مصدر مهمل الفعل ممنوع الصرف وقال الأخفش بله هنا مصدر كما تقول ضرب زيد وندر دخول من عليها زائد ووقع في المغني لابن هشام أن بله استعملت معربة مجرورة بمن وإنها بمعنى غير ولم يذكر سواه وفيه نظر لان ابن التين حكى رواية من بله بفتح الهاء مع وجود من فعلى هذا فهي مبنية وما مصدرية وهي وصلتها في موضع رفع على الابتداء والخبر هو الجار والمجرور المتقدم ويكون المراد ببله كيف التي يقصد بها الاستبعاد والمعنى من أين اطلاعكم على هذا القدر الذي تقصر عقول البشر عن الإحاطة به ودخول من على بله إذا كانت بهذا المعنى جائز كما أشار إليه الشريف في شرح الحاجبية (قلت) وأصح التوجيهات لخصوص سياق حديث الباب حيث وقع فيه ولا خطر على قلب بشر دخرا من بله ما اطلعتم إنها بمعنى غير وذلك بين لمن تأمله والله أعلم (قوله وقال أبو معاوية (2) عن الأعمش عن أبي صالح قرأ أبو هريرة قرأت أعين) وصله أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن له عن أبي معاوية بهذا الاسناد مثله سواء وأخرج مسلم الحديث كله عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية به * (قوله سورة الأحزاب) * * (بسم الله الرحمن الرحيم) * سقطت سورة والبسملة لغير أبي ذر وسقطت البسملة فقط للنسفي (قوله وقال مجاهد صياصيهم قصورهم) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عنه (قوله معروفا في الكتاب) ثبت هذا للنسفي وحده وقد أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن ابن جريج قال قلت لعطاء في هذه الآية إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا فقال هو إعطاء المسلم الكافر بينهما قرابة صلة له (قوله النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) ثبتت هذه الترجمة لأبي ذر وذكر فيه حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمن إلا وأنا أولى به الحديث وسيأتي الكلام في الفرائض إن شاء الله تعالى * (قوله باب ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) أي أعدل وسيأتي تفسير القسط والفرق بين القاسط والمقسط في آخر الكتاب (قوله إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) في رواية القاسم بن معن عن موسى بن عقبة في هذا الحديث ما كنا ندعو زيد بن حارثة الكلبي مولى
(٣٩٧)