مرساها متى خروجها) هو قول أبي عبيدة أيضا وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله مرساها أي منتهاها ومن طريق قتادة قال قيامها (قوله فمرت به استمر بها الحمل فأتمته) تقدم في أحاديث الأنبياء ولم يقع هنا في رواية أبي ذر (قوله ينزغنك يستخفنك) هو قول أبي عبيدة وزاد منه قوله نزع الشيطان بينهم أي أفسد (قوله طيف ملم به لمم ويقال طائف وهو واحد) قال أبو عبيدة في قوله إذا مسهم طائف أي لمم انتهى واللمم يطلق على ضرب من الجنون وعلى صغار الذنوب واختلف الفراء فمنهم من قرأ طائف ومنهم من قرأ طيف واختار ابن جرير الأولى واحتج بأن أهل التأويل فسروه بمعنى الغضب أو الزلة وأما الطيف فهو الخيال ثم حكى بعض أهل العربية أن الطيف والطائف بمعنى واحد وأسند عن ابن عباس قال الطائف اللمة من الشيطان (قوله يمدونهم يزينون) قال أبو عبيدة في قوله وإخوانهم يمدونهم في الغي أي يزينون لهم الغي والكفر (قوله وخفية خوفا وخيفة من الاخفاء) قال أبو عبيدة في قوله واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة أي خوفا وذهبت الواو لكسرة الخاء وقال ابن جريج في قوله ادعوا ربكم تضرعا وخيفة أي سرا أخرجه ابن المنذر وقوله من الاخفاء فيه تجوز والمعروف في عرف أهل الصرف من الخفاء لان المزيد مشتق من الثلاثي ويوجه الذي هنا بأنه أراد انتظام الصفتين من معنى واحد (قوله والآصال وأحدها أصيل وهو ما بين العصر إلى المغرب كقولك بكرة وأصيلا) هو قول أبي عبيدة أيضا بلفظه قال ابن التين ضبط في نسخة أصل بضمتين وفي بعضها أصيل بوزن عظيم وليس ببين إلا أن يريد أن الآصال جمع أصيل فيصح (قلت) وهو واضح في كلام المصنف وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة الآصال العشي وقال ابن فارس الأصيل واحد الأصل وجمع الأصل آصال فهو جمع الجمع والأصائل جمع أصيلة ومنه قوله بكرة وأصيلا * (قوله باب قول الله عز وجل قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) ذكر فيه حديث ابن مسعود لا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش وسيأتي شرحه في كتاب التوحيد وقد حكى ابن جرير أن أهل التأويل اختلفوا في المراد بالفواحش فمنهم من حملها على العموم وساق ذلك عن قتادة قال المراد سر الفواحش وعلانيتها ومنهم من حملها على نوع خاص وساق عن ابن عباس قال كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنا بأسا في السر ويستقبحونه في العلانية فحرم الله الزنا في السر والعلانية ومن طريق سعيد بن جبير ومجاهد ما ظهر نكاح الأمهات وما بطن الزنا ثم أختار ابن جرير القول الأول قال وليس ما روى عن ابن عباس وغيره بمدفوع ولكن الأولى الحمل على العموم والله أعلم * (قوله باب ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمة ربه قال رب أرني أنظر إليك الآية قال ابن عباس أرني أعطني) وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله رب أرني أنظر إليك قال أعطني وأخرج من طريق السدي قال لما كلم الله موسى أحب أن ينظر إليه قال رب أرني أنظر إليك * (تكملة) * تعلق بقوله تعالى لن تراني نفاة رؤية الله تعالى مطلقا من المعتزلة فقالوا لن لتأكيد النفي الذي يدل عليه لا فيكون النفي على التأبيد وأجاب أهل السنة بأن التعميم في الوقت مختلف فيه سلمنا لكن خص بحالة الدنيا التي وقع فيها الخطاب وجاز في الآخرة لان أبصار المؤمنين فيها باقية فلا استحالة أن يرى الباقي بالباقي بخلاف حالة الدنيا فإن أبصارهم فيها فانية فلا يرى الباقي بالفاني
(٢٢٧)