قوله ثم رددناه أسفل السافلين إلا الذين آمنوا قال الذين قرؤا القرآن (قوله يقال فما يكذبك فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم كأنه قال ومن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب) في رواية أبي ذر عن غير الكشميهني تدالون بدال بدل النون الأولى والأول هو الصواب كذا هو في كلام الفراء بلفظه وزاد في آخره بعد ما تبين له كيفية خلقه قال ابن التين كأنه جعل ما لمن يعقل وهو بعيد وقيل المخاطب بذلك الانسان المذكور قيل هو على طريق الالتفات وهذا عن مجاهد أي ما الذي جعلك كاذبا لأنك إذا كذبت بالجزاء صرت كاذبا لان كل مكذب بالحق فهو كاذب وأما تعقب ابن التين قول الفراء جعل ما لمن يعقل وهو بعيد فالجواب أنه ليس ببعيد فيمن أبهم أمره ومنه إني نذرت لك ما في بطني محررا (قوله أخبرني عدي) هو ابن ثابت الكوفي (قوله فقرأ في العشاء بالتين) تقدم شرحه في صفة الصلاة وقد كثف سؤال بعض الناس هل قرا بها في الركعة الأولى أم الثانية أو قرأ فيهما معا كأن يقول أعادها في الثانية وعلى أن يكون قرأ غيرها فهل عرف وما كنت استحضر لذلك جوابا إلى أن رأيت في كتاب الصحابة لأبي علي بن السكن في ترجمة زرعة بن خليفة رجل من أهل اليمامة أنه قال سمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأتيناه فعرض علينا الاسلام فأسلمنا وأسهم لنا وقرأ في الصلاة بالتين والزيتون وإنا أنزلناه في ليلة القدر فيمكن إن كانت هي الصلاة التي عين البراء بن عازب أنها العشاء أن يقال قرأ في الأولى بالتين وفي الثانية بالقدر ويحصل بذلك جواب السؤال ويقوى ذلك أنا لا نعرف في خبر من الاخبار أنه قرأ بالتين والزيتون إلا في حديث البراء ثم حديث زرعة هذا * (قوله سورة اقرأ باسم ربك الذي خلق) * قال صاحب الكشاف ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أنها أول سورة نزلت وأكثر المفسرين إلى أن أو سورة نزلت فاتحة الكتاب كذا قال والذي ذهب أكثر الأئمة إليه هو الأول وأما الذي نسبه إلى الأكثر فلم يقل به إلا عدد أقل من القليل بالنسبة إلى من قال بالأول (قوله وقال قتيبة حدثنا حماد بن يحيى بن عتيق عن الحسن قال اكتب في المصحف في أول الامام بسم الله الرحمن الرحيم واجعل بين السورتين خطا) في رواية أبي ذر عن غير الكشميهني حدثنا قتيبة وقد أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بهذا وحماد هو ابن زيد وشيخه بصري ثقة من طبقة أيوب مات قبله ولم أر له في البخاري إلا هذا الموضع وقوله في أول الامام أي أم الكتاب وقوله خطأ قال الداودي إن أراد خطأ فقط بغير بسملة فليس بصواب لاتفاق الصحابة على كتابة البسملة بين كل سورتين إلا براءة وإن أراد بالامام أمام كل سورة فيجعل الخط مع البسملة فحسن فكان ينبغي أن يستثني براءة وقال الكرماني معناه اجعل البسملة في أوله فقط واجعل بين كل سورتين علامة للفاصلة وهو مذهب حمزة من القراء السبعة (قلت) المنقول ذلك عن حمزة في القراءة لا في الكتابة قال وكان البخاري أشار إلى أن هذه السورة لما كان أولها مبتدأ بقوله تعالى اقرأ باسم ربك أراد أن يبين أنه لا تجب البسملة في أول كل سورة بل من قرأ البسملة في أول القرآن كفاه في امتثال هذا الامر نعم استنبط السهيلي من هذا الامر ثبوت البسملة في أول الفاتحة لان هذا الامر هو أول شئ نزل من القرآن فأولى مواضع امتثاله أول القرآن
(٥٤٨)