أبو عبيدة أيضا في قوله فاصدع بما تؤمر أي أفرق وامضه واصل الصدع الشق في الشئ وخصه الراغب بالشئ الصلب كالحديد تقول صدعته فانصدع بالتخفيف وصدعته فتصدع بالتثقيل ومنه صداع الرأس لتوهم الاشتقاق فيه والمراد بقوله اصدع أي فرق بين الحق والباطل بدعائك إلى الله عز وجل وافصل بينهما (قوله وقال غيره ضعف وضعف لغتان) هو قول الأكثر وقرئ بهما فالجمهور بالضم وقرأ عاصم وحمزة بالفتح في الألفاظ الثلاثة وقال الخليل الضعف بالضم ما كان في الجسد وبالفتح ما كان في العقل (قوله وقال مجاهد السوأى الإساءة جزاء المسيئين) وصله الفريابي واختلف في ضبط الإساءة فقيل بكسر الهمزة والمد وجوز ابن التين فتح أوله ممدودا ومقصورا وهو من آسى أي حزن وللطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى أن كذبوا أي الذين كفروا جزاؤهم العذاب ثم ذكر المصنف حديث ابن مسعود في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالسنين وسؤالهم له الدعاء برفع القحط وقد تقدم شرح ذلك في الاستسقاء ويأتي ما يتعلق بالذي وقع في صدر الحديث من الدخان في تفسير سورة الدخان إن شاء الله تعالى وقوله أن من العلم أن يقول لما لا يعلم لا أعلم أي أن تمييز المعلوم من المجهول نوع من العلم وهذا مناسب لما اشتهر من أن لا أدري نصف العلم ولان القول فيما لا يعلم قسم من التكلف * (قوله باب لا تبديل لخلق الله لدين الله خلق الأولين دين الأولين) أخرج الطبري من طريق إبراهيم النخعي في قوله لا تبديل لخلق الله قال لدين الله ومن طرق عن مجاهد وعكرمة وقتادة وسعيد بن جبير والضحاك مثله وفيه قول آخر أخرجه الطبري من طرق عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد قال الاحصاء وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله إن هذا إلا خلق الأولين يقول دين الأولين وهذا يؤيد الأول وفيه قول آخر أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الشعبي عن علقمة في قوله خلق الأولين قال اختلاق الأولين ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كذبهم ومن طريق قتادة قال سيرتهم (قوله والفطرة الاسلام) هو قول عكرمة وصله الطبري من طريقه وقد تقدم نقل الخلاف في ذلك في أواخر كتاب الجنائز ثم ذكر حديث أبي هريرة ما من مولود إلا يولد على الفطرة وقد تقدم بسند ومتنه في كتاب الجنائز مع شرحه في باب ما قيل في أولاد المشركين * (قوله سورة لقمان) * * (بسم الله الرحمن الرحيم) * سقطت سورة والبسملة لغير أبي ذر وسقطت البسملة فقط للنسفي (قوله لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) ذكر فيه حديث ابن مسعود في تفسير قوله تعالى الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم
(٣٩٤)