لبعضه بالامر المذكور دون بعض وقال أبو الحسين البصري يجوز أن يراد البيان التفصيلي ولا يلزم منه جواز تأخير البيان الاجمالي فلا يتم الاستدلال وتعقيب حتى مال إرادة المعنيين الاظهار والتفصيل وغير ذلك لان قوله بيانه جنس مضاف فيعم جميع أصنافه من إظهاره وتبيين أحكامه وما يتعلق بها من تخصيص وتقييد ونسخ وغير ذلك وقد تقدم كثير من مباحث هذا الحديث في بدء الوحي وأعيد بعضه هنا استطرادا * (قوله سورة هل أتى على الانسان) * * (بسم الله الرحمن الرحيم) * ثبتت البسملة لأبي ذر (قوله يقال معناه أتى على الانسان وهل تكون جحدا وتكون خبرا وهذا من الخبر) كذا للأكثر وفي بعض النسخ وقال يحيى وهو صواب لأنه قول يحيى بن زياد الفراء بلفظه وزاد لأنك تقول هل وعظتك هل أعطيتك تقرره بأنك وعظته وأعطيته والجحد أن تقول هل يقدر أحد على مثل هذا والتحرير أن هل للاستفهام لكن تكون تارة للتقرير وتارة للانكار فدعوى زيادتها لا يحتاج إليه وقال أبو عبيدة هل أتى معناه قد أتى وليس باستفهام وقال غيره بل هي للاستفهام التقريري كأنه قيل لمن أنكر البعث هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فيقول نعم فيقال فالذي أنشأه بعد أن لم يكن قادر على إعادته ونحوه ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون أي فتعلمون أن من أنشأ قادر على أن يعيد (قوله يقول كان شيئا فلم يكن مذكورا وذلك من حين خلقه من طين إلى أن ينفخ فيه الروح) هو كلام الفراء أيضا وحاصله انتفاء الموصوف بانتفاء صفته ولا حجة فيه للمعتزلة في دعواهم أن المعدوم شئ (قوله أمشاج الاخلاط ماء المرأة وماء الرجل الدم والعلقة ويقال إذا خلط مشيج كقولك خليط وممشوج مثل مخلوط) هو قول الفراء قال في قوله أمشاج نبتليه وهو ماء المرأة وماء الرجل والدم والعلقة ويقال للشئ من هذا إذا خلط مشيج كقولك خليط وممشوج كقولك مخلوط وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال من الرجل الجلد والعظم ومن المرأة الشعر والدم ومن طريق الحسن من نطفة مشجت بدم وهو دم الحيض ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أمشاج قال مختلفة الألوان ومن طريق ابن جريج عن مجاهد قال أحمر وأسود وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة الأمشاج إذا اختلط الماء والدم ثم كان علقة ثم كان مضغة وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال الأمشاج العروق (قوله سلاسلا وأغلالا) في رواية أبي ذر ويقال سلاسلا وأغلالا (قوله ولم يجر بعضهم) هو بضم التحتانية وسكون الجيم وكسر الراء بغير إشباع علامة للجزم وذكر عياض أن في رواية الأكثر بالزاي بدل الراء ورجح الراء وهو الأوجه والمراد أن بعض القراء أجرى سلاسلا وبعضهم لم يجرها أي لم يصرفها وهذا اصطلاح قديم يقولون للاسم المصروف مجرى والكلام المذكور للفراء قال في قوله تعالى إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا كتبت سلاسل بالألف وأجراها بعض القراء مكان الألف التي في آخرها ولم يجر بعضهم واحتج بان العرب قد تثبت الألف في النصب وتحذفها عند الوصل قال وكل صواب انتهى ومحصل ما جاء من القراءات المشهورة في سلاسل التنوين وعدمه ومن لم ينون منهم من يقف بألف وبغيرها فنافع والكسائي وأبو بكر بن عياش وهشام بن عما قرؤوا بالتنوين والباقون بغير تنوين فوقف
(٥٢٥)