بالمثلثة وبه فسره سعيد بن جبير وغيره فإن كان محفوظا فالفاء تبدل من الثاء في عدة أسماء فيكون هذا منها والله أعلم (قوله وقال قتادة فباءوا فانقلبوا) وصله عبد بن حميد من طريقه (قوله وقال غيره يستفتحون يستنصرون) هو تفسير أبي عبيدة وروى مثله الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس ومن طريق الضحاك عن ابن عباس قال أي يستظهرون وروى ابن إسحاق في السيرة النبوية عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ لهم قالوا فينا وفي اليهود نزلت وذلك أنا كنا قد علوناهم في الجاهلية فكانوا يقولون أن نبيا سيبعث قد أظل زمانه فنقتلكم معه فلما بعث الله نبيه واتبعناه كفروا به فنزلت وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس مطولا (قوله شروا باعوا) هو قول أبي عبيدة أيضا قال في قوله ولبئس ما شروا به أنفسهم أي باعوا وكذا أخرجه ابن أبي حاتم من طريق السدي (قوله راعنا من الرعونة إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانا قالوا راعنا) قلت هذا على قراءة من نون وهي قراءة الحسن البصري وأبي حياة ووجهه أنها صفة لمصدر محذوف أي لا تقولوا قولا راعنا أي قولا ذا رعونة وروى ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور عن الحسن قال الراعن السخري من القول نهاهم الله أن يسخروا من محمد ويحتمل أن يضمن القول التسمية أي لا تسموا نبيكم راعنا الراعن الأحمق والأرعن مبالغة فيه وفي قراءة أبي بن كعب لا تقولوا راعونا وهي بلفظ الجمع وكذا في مصحف ابن مسعود وفيه أيضا أرعونا وقرأ الجمهور راعنا بغير تنوين على أنه فعل أمر من المراعاة وإنما نهوا عن ذلك لأنها كلمة تقتضي المساواة وقد فسرها مجاهد لا تقولوا أسمع منا ونسمع منك وعن عطاء كانت لغة تقولها الأنصار فنهوا عنها وعن السدي قال كان رجل يهودي يقال له رفاعة بن زيد يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول له أرعني سمعك وأسمع غير مسمع فكان المسلمون يحسبون أن في ذلك تفخيما للنبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يقولون ذلك فنهوا عنه وروى أبو نعيم في الدلائل بسند ضعيف جدا عن ابن عباس قال راعنا بلسان اليهود السب القبيح فسمع سعد بن معاذ ناسا من اليهود خاطبوا بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لئن سمعتها من أحد منكم لأضربن عنقه (قوله لا تجزى لا تغنى) هو قول أبي عبيدة في قوله تعالى لا تجزى نفس عن نفس شيئا أي لا تغني وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال يعنى لا تغني نفس مؤمنة عن نفس كافرة من المنفعة شيئا (قوله خطوات من الخطو والمعنى آثاره) قال أبو عبيدة في قوله تعالى لا تتبعوا خطوات الشيطان هي الخطا واحدتها خطوة ومعناها آثار الشيطان وروى ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال خطوات الشيطان نزعات الشيطان ومن طريق مجاهد خطوات الشيطان خطاه ومن طريق القاسم بن الوليد قلت لقتادة فقال كل معصية لله فهي من خطوات الشيطان وروى سعيد بن منصور عن أبي مجلز قال خطوات الشيطان النذور في المعاصي كذا قال واللفظ أعم من ذلك فمن في كلامه مقدرة (قوله ابتلى اختبر) هو تفسير أبي عبيدة والأكثر وقال الفراء أمره وثبت هذا في نسخة الصغاني * (قوله باب قوله تعالى فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) الأنداد جمع ند بكسر النون وهو النظير وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال الند العدل ومن طريق الضحاك عن ابن عباس قال الأنداد الأشباه وسقط لفظ باب لأبي ذر ثم ذكر المصنف حديث ابن مسعود أي الذنب أعظم وسيأتي شرحه في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى
(١٢٤)