من التابعين ومن وجه آخر عن ابن عباس قال صرهن أي أوثقهن ثم اذبحهن وقد اختلف نقلة القراءات في ضبط هذه اللفظة عن ابن عباس فقيل بكسر أوله كقراءة حمزة وقيل بضمه كقراءة الجمهور وقيل بتشديد الراء مع ضم أوله وكسره من صره يصره إذا جمعه ونقل أبو البقاء تثليث الراء في هذه القراءة وهي شاذة قال عياض تفسير صرهن بقطعهن غريب والمعروف أن معناها أملهن يقال صاره يصيره ويصوره إذا أماله قال ابن التين صرهن بضم الصاد معناها ضمهن وبكسرها قطعهن (قلت) ونقل أبو علي الفارسي أنهما بمعنى واحد وعن الفراء الضم مشترك والكسر القطع فقط وعنه أيضا هي مقلوبة من قوله صراه عن كذا أي قطعه يقال صرت الشئ فانصار أن انقطع وهذا يدفع قول من قال يتعين حمل تفسير ابن عباس بالقطع على قراءة كسر الصاد وذكر صاحب المغرب أن هذه اللفظة بالسريانية وقيل بالنبطية لكن المنقول أولا يدل على أنها بالعربية والعلم عند الله تعالى ثم ذكر حديث أبي هريرة نحن أحق بالشك من إبراهيم وقد تقدم شرحه مستوفى في أحاديث الأنبياء * (قوله أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب إلى قوله لعلكم تتفكرون) كذا لجميعهم (قوله حدثنا إبراهيم) هو ابن موسى وهشام هو ابن يوسف (قوله وسمعت أخاه) هو مقول ابن جريج وأبو بكر بن أبي مليكة لا يعرف اسمه وعبيد بن عمير ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسماعه من عمر صحيح وقد بين الإسماعيلي والطبري من طريق ابن المبارك عن ابن جريج أن سياق الحديث له فإنه ساقه على لفظه ثم عقبة برواية ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس به (قوله فيم) بكسر الفاء وسكون التحتانية أي في أي شئ وترون بضم أوله (قوله حتى أغرق أعماله) بالغين المعجمة أي أعماله الصالحة وأخرج ابن المنذر هذا الحديث من وجه آخر عن ابن أبي ملكية وعنده بعد قوله أي عمل قال ابن عباس شئ ألقى في روعي فقال صدقت يا ابن أخي ولابن جرير من وجه آخر عن ابن أبي مليكة عنى بها العمل ابن آدم أفقر ما يكون إلى جنته إذا كبر سنة وكثر عياله وابن آدم أفقر ما يكون إلى عمله يوم يبعث صدقت يا ابن أخي ولابن جرير من وجه آخر عن ابن أبي مليكة عن عمر قال هذا مثل ضرب للانسان يعمل صالحا حتى إذا كان عند آخر عمره أحوج ما يكون إلى العمل الصالح عمل عمل السوء ومن طريق عطاء عن ابن عباس معناه أيود أحدكم أن يعمل عمره بعمل الخير حتى إذا كان حين فني عمره ختم ذلك بعمل أهل الشقاء فأفسد ذلك وفي الحديث قوة فهم ابن عباس وقرب منزلته من عمر وتقديمه له من صغره وتحريض العالم تلميذه على القول بحضرة من هو أسن منه إذا عرف فيه الأهلية لما فيه من تنشيطه وبسط نفسه وترغيبه في العلم * (قوله باب لا يسألون الناس إلحافا يقال الحف على وألح وأحفاني بالمسألة) زاد في نسخة الصغائي فيحفكم يجهدكم هو تفسير أبي عبيدة قال في قوله تعالى ولا يسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا يقال أحفاني بالمسألة والحف على وألح على بمعنى واحد واشتقاق ألحف من اللحاف لأنه يشتمل على وجوه الطلب في المسألة كاشتمال اللحاف في التغطية وقال أبو عبيدة في قوله لا يسألون الناس الحافا قال الحافا انتهى وانتصب الحافا على أنه مصدر في موضع الحال أي لا يسألون في حال الالحاف أو مفعول لأجله أي لا يسألون لأجل الالحاف وهل المراد نفي المسألة
(١٥١)