في تهذيبه فقال المفطرون للصوم أفطروا يا عصاة (قوله وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر) وصله أحمد بن حنبل عنه وبقيته خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح في شهر رمضان فصام حتى مر بغدير في الطريق الحديث (قوله وقال حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس) كذا وقع في بعض نسخ أبي ذر وللأكثر ليس فيه ابن عباس وبه جزم الدارقطني وأبو نعيم في المستخرج وكذلك وصله البيهقي من طريق سليمان بن حرب وهو أحد مشايخ البخاري عن حماد ابن زيد عن أيوب عن عكرمة فذكر الحديث بطوله في فتح مكة قال البيهقي في آخر الكلام عليه لم يجاوز به أيوب عكرمة (قلت) وقد أشرت إليه قبله وأن ابن أبي شيبة أخرجه هكذا مرسلا عن سليمان بن حرب به بطوله وسأذكر ما فيه من فائدة في أثناء الكلام على شرح هذه الغزوة وطريق طاوس عن ابن عباس قد تقدم الكلام عليها في كتاب الصيام أيضا. (قوله باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح) أي بيان المكان الذي ركزت فيه راية النبي صلى الله عليه وسلم بأمره (قوله عن هشام) هو ابن عروة (عن أبيه قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح) هكذا أورده مرسلا ولم أره في شئ من الطرق عن عروة موصولا ومقصود البخاري منه ما ترجم به وهو آخر الحديث فأنه موصول عن عروة عن نافع بن جبير بن مطعم عن العباس بن عبد المطلب والزبير بن العوام (قوله فبلغ ذلك قريشا) ظاهره أنهم بلغهم مسيره قبل خروج أبي سفيان وحكيم بن حزام والذي عند ابن إسحاق وعند ابن عائذ من مغازي عروة ثم خرجوا وقادوا الخيول حتى نزلوا بمر الظهران ولم تعلم بهم قريش وكذا في رواية أبي سلمة عند ابن أبي شيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالطرق فحبست ثم خرج فغم على أهل مكة الامر فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام هل لك أن تركب إلى أمر لعلنا أن نلقى خبرا فقال له بديل بن ورقاء وأنا معكم قالا وأنت إن شئت فركبوا وفي رواية ابن عائذ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال لم يغز رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا حتى بعث إليهم ضمرة يخيرهم بين إحدى ثلاث أن يودوا قتيل خزاعة وبين أن يبرأوا من حلف بكر أو ينبذ إليهم على سواء فأتاهم ضمرة فخيرهم فقال قرظة بن عمرو لا نودي ولا نبرأ ولكنا ننبذ إليه على سواء فانصرف ضمرة بذلك فأرسلت قريش أبا سفيان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تجديد العهد وكذلك أخرجه مسدد من مرسل محمد بن عباد بن جعفر فأنكره الواقدي وزعم أن أبا سفيان إنما توجه مبادرا قبل أن يبلغ المسلمين الخبر والله أعلم وفي مرسل عكرمة عند ابن أبي شيبة ونحوه في مغازي عروة عند ابن إسحاق وابن عائذ فخافت قريش فانطلق أبو سفيان إلى المدينة فقال لأبي بكر جدد لنا الحلف قال ليس الامر إلى ثم أتى عمر فأغلظ له عمر ثم أتى فاطمة فقالت له ليس الامر إلى فأتى عليا فقال ليس الامر إلي فقال ما رأيت كاليوم رجل أضل أي من أبي سفيان أنت كبير الناس فجدد الحلف قال فضرب إحدى يديه على الأخرى وقال قد أجرت بين الناس ورجع إلى مكة فقالوا له ما جئتنا بحرب فنحذر ولا يصلح فنأمن لفظ عكرمة وفي رواية عروة فقال له لعب بك على وأن إخفار جوارك لهين عليهم فيحتمل أن يكون قوله بلغ قريشا أي غلب عن ظنهم ذلك لا أن مبلغا بلغهم ذلك حقيقة (قوله خرجوا (2) يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) في رواية ابن عائذ فبعثوا أبا سفيان وحكيم بن حزام فلقيا بديل بن ورقاء
(٤)