ولذلك لم يسأله موسى عن شئ من أمور الديانة بل مشى معه ليشاهد منه ما أطلع به على منزلته في العلم الذي اختص به وقوله وكيف تصبر استفهام عن سؤال تقديره لم قلت إني لا أصبر وأنا سأصبر قال كيف تصبر وقوله ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك قيل استثنى في الصبر فصبر ولم يستثن في العصيان فعصاه وفيه نظر وكان المراد بالصبر أنه صبر عن أتباعه والمشي معه وغير ذلك لا الانكار عليه فيما يخالف ظاهر الشرع وقوله فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا في رواية العوفي عن بن عباس حتى أبين لك شانه (قوله فأخذ طائر بمنقاره) تقدم شرحه في كتاب العلم وظاهر هذه الرواية أن الطائر نقر في البحر عقب قول الخضر لموسى ما يتعلق بعلمهما ورواية سفيان تقتضي أن ذلك وقع بعد ما خرق السفينة ولفظه كانت الأولى من موسى نسيانا قال وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر الخ فيجمع بأن قوله فأخذ طائر بمنقاره معقب بمحذوف وهو ركوبهما السفينة لتصريح سفيان بذكر السفينة وروى النسائي من وجه آخر عن ابن عباس أن الخضر قال لموسى أتدري ما يقول هذا الطائر قال لا قال يقول ما علمكما الذي تعلمان في علم الله إلا مثل ما أنقص بمنقاري من جميع هذا البحر وفي رواية هارون بن عنترة عند عبد بن حميد في هذه القصة قال أرسل ربك الخطاف فجعل يأخذ بمنقاره من الماء ولابن أبي حاتم من طريق السدي قال الخطاف ولعبد بن حميد من طريق أبي العالية قال رأى هذا الطائر الذي يقال له النمر ونقل بعض من تكلم على البخاري أنه الصرد (قوله وجدا معابر) هو تفسير لقوله ركبا في السفينة لا أن قوله وجدا جواب إذا لان وجودهما المعابر قبل ركوبهما السفينة ووقع في رواية سفيان فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرا في سفينة فكلموهم أن يحملوهم والمعابر بمهملة وموحدة جمع معبر وهي السفن الصغار ولابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال مرت بهم سفينة ذاهب فناداهم خضر (قوله عرفوه فقالوا عبد الله الصالح قال قلنا لسعيد بن جبير خضر قال نعم) القائل فيما أظن يعلى بن مسلم وفي رواية سفيان عن عمرو بن دينار فكلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوا (قوله بأجر) أي أجرة وفي رواية سفيان فحملوا بغير نول بفتح النون وسكون الواو وهو الاجره ولابن أبي حاتم من رواية الربيع بن أنس فناداهم خضر وبين لهم أن يعطي عن كل واحد ضعف ما حملوا به غيرهم فقالوا لصاحبهم أنا نرى رجالا في مكان مخوف نخشى أن يكونوا لصوصا فقال لأحملنهم فإني أرى على وجوههم النور فحملهم بغير أجرة وذكر النقاش في تفسيره أن أصحاب السفينة كانوا سبعة بكل واحد زمانه ليست في الآخر (قوله فخرقها ووتد فيها) بفتح الواو وتشديد المثناة أي جعل فيها وتدا وفرواية سفيان فلما ركبوا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم والجمع بين الروايتين أنه قلع اللوح وجعل مكانه وتدا وعند عبد بن حميد من رواية ابن المبارك عن ابن جريج عن يعلى بن مسلم جاء بود حين خرقها والود بفتح الواو وتشديد الدال لغة في الوتد وفي رواية أبي العالية فخرق السفينة فلم يره أحد إلا موسى ولو رآه القوم لحالوا بينه وبين ذلك (قوله لقد جئت شيئا أمرا قال مجاهد منكرا) هو من رواية ابن جريج عن مجاهد وقيل لم يسمع منه وقد أخرجه عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله وروى ابن أبي حاتم من طريق خالد بن قيس عن قتادة في قوله إمرا قال عجبا ومن طريق أبي صخر في قوله أمرا قال
(٣١٧)