عظيما وفي رواية الربيع بن أنس عند ابن أبي حاتم إن موسى لما رأى ذلك امتلا غضبا وشد ثيابه وقال أردت اهلاكهم ستعلم إنك أول هالك فقال له يوشع ألا تذكر العهد فأقبل عليه الخضر فقال ألم أقل لك فأدرك موسى الحلم فقال لا تؤاخذني وأن الخضر لما خلصوا قال لصاحب السفينة إنما أردت الخير فحمدوا رأيه وأصلحها الله على يده (قوله كانت الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا) في رواية سفيان قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الأولى من موسى نسيانا ولم يذكر الباقي وروى ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس مرفوعا قال الأولى نسيان والثانية عذر والثالثة فراق وعند ابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال قال الخضر لموسى إن عجلت علي في ثلاث فذلك حين أفارقك وروى الفراء من وجه آخر عن أبي بن كعب قال لم ينس موسى ولكنه من معاريض الكلام وإسناده ضعيف والأول هو معتمد ولو كان هذا ثابتا لأعتذر موسى عن الثانية وعن الثالثة بنحو ذلك (قوله لقيا غلاما) في رواية سفيان فبينما هما يمشيان على الساحلي إذ أبصر الخضر غلاما (قوله فقتله) الفاء عاطفة على لقيا وجزاء الشرط قال أقتلت والقتل من جملة الشرط إشارة إلى أن قتل الغلام يعقب لقاءه من غير مهلة وهو بخلاف قوله حتى إذا ركبا في السفينة خرقها فإن الخرق وقع جواب الشرط لأنه تراخى عن الركوب (قوله قال يعلى) هو بن مسلم وهو بالاسناد المذكور (قال سعيد) هو ابن جبير (وجد غلمانا يلعبون فأخذ غلاما كافرا ظريفا) في رواية أخرى عن ابن جريج عند عبد بن حميد غلاما وضئ الوجه فأضجعه ثم ذبحه بالسكين وفي رواية سفيان فأخذ الخضر برأسه فاقتلعه بيده فقتله وفي روايته في الباب الذي يليه فقطعه ويجمع بينهما بأنه ذبحه ثم اقتلع رأسه وفي رواية أخرى عند الطبري فأخذ صخره فثلغ رأسه وهي بمثلثة ثم معجمة والأول أصح ويمكن أن يكون ضرب رأسه بالصخرة ثم ذبحه وقطع رأسه (قوله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لم تعمل الحنث) بكسر المهملة وسكون النون وآخره مثلثة ولأبي ذر بفتح المعجمة والموحدة وقوله لم تعمل تفسير لقوله زكية والتقدير أقتلت نفسا زكية لم تعمل الخبث بغير نفس (قوله وابن عباس قرأها) كذا لأبي ذر ولغيره وكان ابن عباس يقرؤها زكية وهي قراءة الأكثر وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو زاكية والأولى أبلغ لان فعيلة من صيغ المبالغة (قوله زاكية مسلمة كقولك غلاما زاكيا) هو تفسير من الراوي ويشير إلى القراءتين أي أن قراءة ابن عباس بصيغة المبالغة والقراءة الأخرى باسم الفاعل بمعنى مسلمة وإنما أطلق ذلك موسى على حسب ظاهر حال الغلام لكن اختلف في ضبط مسلمة فالأكثر بسكون السين وكسر اللام ولبعضهم بفتح السين وتشديد اللام المفتوحة وزاد سفيان في روايته هنا ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال وهذه أشد من الأولى زاد مسلم من رواية أبي إسحاق عن سعيد بن جبير في هذه القصة فقال النبي صلى الله عليه وسلم رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأي العجب ولكنه أخذت ذمامة من صاحبه فقال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني ولابن مردويه من طريق عبد الله بن عبيد ابن عمير عن سعيد بن جبير فاستحيا عند ذلك موسى وقال إن سألتك عن شئ بعدها وهذه الزيادة وقع مثلها في رواية عمرو بن دينار من رواية سفيان في آخر الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددنا أن موسى صبر حتى يقص الله علينا من أمرهما زاد الإسماعيلي من طريق عثمان بن
(٣١٨)