وبيان ما فيها من إشكال والجواب عنه مستوفى ووقع في رواية أبي إسحاق عند النسائي أن من عبادي من آتيته من العلم ما لم آوتك وهو يبين المراد أيضا وعند عبد بن حميد من طريق أبي العالية ما يدل على أن الجواب وقع في نفس موسى قبل أن يسأل ولفظه لما أوتى موسى التوراة وكلمه الله وجد في نفسه أن قال من أعلم مني ونحوه عند النسائي من وجه آخر عن ابن عباس وأن ذلك وقع في حال الخطبة ولفظه قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فأبلغ في الخطبة فعرض في نفسه أن أحدا لم يؤت من العلم ما أوتى (قوله قال أي رب فأين) في رواية سفيان قال يا رب فكيف لي به وفي رواية النسائي المذكورة قال فادللني على هذا الرجل حتى أتعلم منه (قوله اجعل لي علما) بفتح العين واللام أي علامة وفي قصة الحر بن قيس فجعل الله له الحوت آية وفي رواية سفيان فكيف لي به وفي قصة الحر بن قيس فسأل موسى السبيل إلى لقبه (قوله أعلم ذلك به) أي المكان الذي أطلب فيه (قوله فقال لي عمرو) هو ابن دينار والقائل هو ابن جريج (قوله قال حيث يفارقك الحوت) يعني فهو ثم وقع ذلك من فسرا في رواية سفيان عن عمرو قال تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيث ما فقدت الحوت فهو ثم ونحوه في قصة الحر بن قيس ولفظه وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه (قوله وقال لي يعلى) هو ابن مسلم والقائل أيضا هو ابن جريج (قوله قال خذ حوتا) في رواية الكشميهني نونا وفي رواية أبي أسحق عند مسلم فقبل له تزود حوتا مالحا فإنه حيث تفقد الحوت ويستفاد من هذه الرواية أن الحوت كان ميتا لأنه لا يملح وهو حي ومنه تعلم الحكمة في تخصيص الحوت دون غيره من الحيوانات لان غيره يؤكل ميتا ولا يرد الجراد لأنه قد يفقد وجوده لا سيما بمصر (قوله حيث ينفخ فيه الروح) هو بيان لقوله في الروايات الأخرى حيث تفقده (قوله فأخذ حوتا فجعله في مكتل) في رواية الربيع بن أنس عند ابن أبي حاتم أنهما اصطاداه يعني موسى وفتاه (قوله فقال لفتاه) في رواية سفيان ثم انطلق وانطلق معه بفتاه (قوله ما كلفت كثيرا) للأكثر بالمثلثة وللكشميهني بالموحدة (قوله فذلك قوله وإذ قال موسى لفتاه يوشع بن نون ليست عن سعيد) القائل ليست عن سعيد هو ابن جريج ومراده أن تسمية الفتى ليست عنده في رواية سعيد بن جبير ويحتمل أن يكون الذي نفاه صورة السياق لا التسمية فإنها وقعت في رواية سفيان عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير ولفظه ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون وقد تقدم بيان نسب يوشع في أحاديث الأنبياء وأنه الذي قام في بني إسرائيل بعد موت موسى ونقل بن العربي أنه كان بن أخت موسى وعلى القول الذي نقله نوف بن فضالة من أن موسى صاحب هذه القصة ليس هو بن عمران فلا يكون فتاه يوشع بن نون وقد روى الطبري من طريق عكرمة قال قيل لابن عباس لم نسمع لفتى موسى بذكر من حين لقي الخضر فقال ابن عباس أن الفتى شرب من الماء الذي شرب منه الحوت فخلد فأخذه العالم فطابق به بين لوحين ثم أرسله في البحر فإنها لتموج به إلى يوم القيامة وذلك أنه لم يكن له أن يشرب منه قال أبو نصرين القشيري إن ثبت هذا فليس هو يوشع (قلت) لم يثبت فإن إسناده ضعيف وزعم ابن العربي أن ظاهر القرآن يقتضي أن الفتى ليس هو يوشع وكأنه أخذه من لفظ الفتى أو أنه خاص بالرقيق وليس بجيد لان الفتى مأخوذ من الفتي وهو الشباب وأطلق ذلك على من يخدم المرء سواء كان شابا أو شيخا لان الأغلب أن الخدم تكون شبانا (قوله فبينما هو في ظل صخرة) في رواية سفيان حتى إذا
(٣١٣)