يقول بعد وقت أو بعد دهر أو بعد عصر أو بعد حقب (قيل وقع
بالموت (1)) وذلك لان الحين يطلق على القليل والكثير من الزمان وكذا الدهر والعصر والوقت والحقب (2) فلما احتمل القليل والكثير والأصل ان لا طلاق يقينا على اليقين حتى
مات فانكشف انها طلقت قبيل
موته (3) قال عليلم وهذه المسألة غير منصوصة لأصحابنا لكنها مأخوذة من كلام محمد ابن يحيى (4) وقد أوضحناه بقولنا (ومنه إلى حين (5) أي إذا قال أنت طالق إلى حين وقع بموته لأنه في التحقيق بمعنى بعد حين قال
محمد بن يحيى ان قال أنت طالق إلى حين أو زمان فان نوى وقتا فذاك (6) وان لم ينو فإذا
مات * قال مولانا عليلم وكذا إذا ماتت (7) والمحصلون لمذهب الهدوية (8) يعللون * مسألة
محمد بن يحيى (9) بان إلى تستعمل للغاية (10) وبمعنا مع (11) واستعمالها هنا للغاية لا يصح لان الطلاق لا يتوقت فكانت بمعنى مع وإذا كانت بمعنى مع فهي مقدرة بمعنا الشرط أي إذا مضى حين قالوا والحين لفظة مشتركة تستعمل للصباح والعشي كقوله تعالى حين تمسون وحين تصبحون وبمعنى السنة وعليه قوله تعالى تؤتى
اكلها كل حين أي كل سنة (12) وقيل ستة أشهر (13) وبمعنى أربعين سنة وعليه قوله تعالى هل أتى على الانسان حين من الدهر (14) وعن العمر وعليه قوله تعالى ومتعناهم إلى حين (15) قالوا فإذا احتملت هذه المعاني حمل على المتيقن وهو العمر لان الأصل عدم الطلاق * قال مولانا عليلم وهذا الذي خرجنا منه أن قوله بعد حين ونحوه يوقت
بالموت قال وفى كلام أصحابنا في هذه المسألة غاية الضعف والركة والمخالفة لمقتضى اللغة العربية قال والصحيح عندي ما ذكره اصش
____________________
(1) قيل إن هذا القيل لبعض أهل المذهب (2) بضم الحاء المهملة والقاف المعجمة اه صحاح قيل والحقب ثمانون سنة رواه ك وقال في الشرح الحقب ليس له حد في اللغة ولا في الشرع بل يحمل على القليل والكثير وقال قوم أربعون سنة وقيل تسعون الف سنة كل سنة ثلاثمائة وستين يوما كل يوم الف سنة ذكره في تفسير الحاكم (3 أو موتها (4) الهادي (5) وأما إذا قال في حين أو في وقت أو في عصر أو في دهر أو في حقب فالأقرب انها تطلق في الحال قرز (6) إذا صادقته الزوجة وقيل وان لم تصادقه لان هذا اللفظ مما يحتمل (7) اي وقع (8) السادة (9) الهادي (10) مثل قوله تعالى وأتموا الصيام إلى الليل (11) مثل قوله تعالى ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم (12) في النخل والكرم (13) يعني الزرع (14) الانسان آدم عليلم والحين قدر أربعين سنة لم يكن شيئا مذكورا لا في السماوات ولا في الأرض يعني انه كان جسمه ملقى من طين قبل أن ينفخ فيه الروح اه تجريد كشاف قيل كان له صرير وصوت كصوت النحاس تتعجب الملائكة منه مدة أربعين سنة وكان الشيطان لعنه الله يقول ما خلقه الا لشأن عظيم وكان يدخل من دبره ويخرج من رأسه (15) قوم يونس