صدره: له جهات من الظهور كظهور الظلمة في نحو الأمراء والسلاطين والخلفاء أو الأعم منهم وممن شغله ذلك، وظهور الأعوان ولو باعتبار الإضافة إلى الظلمة فيمن شغله العون كالجندي والقاضي والكاتب ونحوهم، ولا تشمل من أعان في مورد أو موردين فلا يقال له: هو من أعوان الظلمة، وظهور الجملة ولو بمناسبة الحكم والموضوع والإضافة إلى الموصوف بوصف الظلم في أن المعين معينهم في ظلمهم كعمال الخلفاء والسلاطين بحسب النوع. وبلحاظ صدر الرواية يقع التعارض بدوا بين الظهورين الأخيرين وبين قوله عليه السلام: " ما أحب أني عقدت لهم عقدة " (الخ) فإن الظاهر أنه كناية عن مطلق العمل لهم، بل وبين الظهورين أو الظهور الأخير وبين المذكورات في مورد السؤال، لأن البناء ونحوه لا يكون معينا للظلم ولا شغله الإعانة فيدور الأمر بين رفع اليد عن ظاهر الذيل وحمله بقرينة الأمثلة وقوله عليه السلام: إني لا أحب (الخ) على مطلق العمل لهم كان إعانة عليهم أو في ظلمهم أم لا فتكون التوسعة لذلك تعبدية، وبين جعل قوله عليه السلام كناية عن الدخول في أعمالهم التي كان إعانة عليهم في ظلمهم لا محالة بحسب النوع فيكون موافقا للظهورين أو عن الإعانة لهم في ظلمهم بقرينة تطبيق الكبرى عليه فيكون موافقا للأخير وكاشفا ببركة الكبرى عن مورد السؤال المجهول عندنا كما تقدم.
والأظهر ولو بمناسبة الحكم والموضوع وبأنه عليه السلام استشهد ظاهرا بالكبرى المذكورة وعليه يكون حملها على ما تقدم واعمال التعبد في غاية البعد: جعل الكبرى قرينة على المعنى المكنى عنه وأنه أحد المعنيين المتقدمين فتكون حاصل المعنى المراد: أن الدخول في ديوانهم المستلزم لكونه عونا على ظلمهم محرم أو أن الإعانة على ظلمهم محرمة.
وأما الروايات الأخر التي علق فيها الحكم على أعوان الظلمة مثل موثقة السكوني (1) عن جعفر بن محمد عليه السلام عن آبائه (ع) " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا