من أعضاء حكومتهم محرم، ولعله لأجل ملازمته للإعانة على الظلم، أو لصيرورته موجبا لقوة شوكتهم، أو يكون نفس الدخول في ديوانهم إعانة على حكومتهم الجائرة الظالمة وإن كان مقتضى الجمود على ظواهرها أن الدخول فيه حرام ذاتا لا لترتب معصية أو عنوان آخر عليه ويأتي بعض الكلام فيه في المسألة الآتية، ولا يبعد اختصاص ذلك بخلفاء الجور الغاصبين لخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله والمدعين لها و الاسراء إلى غيرهم مشكل لخصوصية فيهم لعنهم الله كما لا يبعد الاختصاص في رواية يونس بن يعقوب (1) قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: لا تعنهم علي بناء مسجد.
والمراد من الإعانة علي بناء المسجد ليس مطلق العمل فيه ولو لحوائج نفسه كالبناء والعملة العاملين لأجل حوائجهم من غير نظر إلى صاحب العمل، فإعانتهم أخص من ذلك. ضرورة أنه لا يقال للتاجر الذي يتجر لأغراضه وحوائجه: إنه معين الفقراء أو معين الظلمة بمجرد بيع المتاع منهم كبيعه من سائر الناس ولا لمن باع الآجر والجص من الباني للمسجد كبيعه من سائر الناس: إنه أعانه علي بناء المسجد.
نعم لو خص نفسه لبناء المسجد وانتخبه من سائر الأبنية مع تسهيل لأمره أو قصد التوصل إليه يمكن أن يقال: إنه معينه في بنائه وكذا لو وقف نفسه للبيع من الظالم والعمل له يمكن أن يقال: إنه معينه ويمكن توجيه نظر الشيخ إلى ذلك " تأمل ". بل لو صار شخص بنائهم أو معمارهم أو خياطهم لحوائج نفسه وإنما انتخب ذلك لكونه أنفع له في معاشه لا يقال: إنه معينهم.
وتشهد لما ذكر رواية صفوان الجمال (2) " قال: دخلت على أبي الحسن الأول عليه السلام فقال: يا صفوان كل شئ منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا قلت: جعلت