سيقت لبيانها والثانية تبع لها في المفاد فتدل على أنه شر من الشراب في هذه المفاسد والتبعات فلا تكون الرواية بصدد بيان الحرمة حتى يؤخذ باطلاقها لحرمة جميع المصاديق بل لا يصح التمسك بها لاثبات الحرمة ولو في الجملة " تأمل ".
ومن بعض ما ذكرناه يظهر حال ما روي عن العسكري عليه السلام (1) " قال:
جعلت الخبائث كلها في بيت واحد وجعل مفتاحها الكذب ".
ومنها المرسلة التي ذكرها الشيخ (2) قال: وأرسل عن رسول الله صلى الله عليه وآله ألا أخبركم بأكبر الكبائر: الاشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور أي الكذب وعن ابن أبي جمهور (3) عنه صلى الله عليه وآله " قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا:
بلى يا رسول الله قال: الاشراك بالله، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس ثم قال:
ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت ". والتفسير في الأولى يمكن أن يكون من الراوي فتكون الرواية دالة على أعم من الكذب، وإن كان من المروي عنه تختص به، ودلالتهما على كون المذكورات كبيرة لا تنكر.
والاشكال بأن الضرورة قائمة بأن الكذب وكذا عقوق الوالدين ليس أكبر الكبائر: لا يوجب طرحهما بل تصير قرينة على أن الكلام مبني على المبالغة فيفهم أنهما كبيرة حيث يدعى في مقام المبالغة أنهما أكبر الكبائر كما مر نظيره، ولا يبعد اطلاقهما وإن أمكنت المناقشة فيه بأن يقال: إنه بصدد بيان أكبرية المذكورات عن غيرها بعد مفروغية حكمها لا بيان كونها محرمة أو كبيرة أو يقال: إنه بصدد عد أكبر الكبائر، لا حال المعدود، فلا اطلاق لهما من هذه الجهة.
ومنها رواية أنس (4) " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمن إذا كذب بغير عذر لعنه سبعون ألف ملك وخرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش فيلعنه حملة العرش